ابتسم عامل النظافة سليم الهندي وزملاؤه عندما فوجئوا بعدد من المتطوعين الصغار يقدمون لهم الحلوى وبطاقات المعايدة، في أول أيام عيد الفطر المبارك في مكان عملهم بمدينة سكاكا بالجوف، في بادرة وصفت بأنها أجمل أنواع الوفاء والشكر والعرفان لهؤلاء العمال، ولمسة لزرع البسمة على شفاههم، وقد نبعت الفكرة من عدد من الآباء، فاشتروا كمية من الحلوى ليقوم أبناؤهم بتوزيعها على العمال، الذين بدورهم شكروا أولياء الأمور على هذه اللفتة الطيبة. من جهة أخرى ساهم عدد من الصغار في محافظة دومة الجندل بالجوف في العمل التطوعي بتطبيق برنامج توعوي في شهر رمضان بعنوان "براعم الخير في شهر الخير"، طبقه الصغار على أرض الواقع بمساعدة أخيهم الأكبر. وقال الأطفال إن فكرة العمل التطوعي استهوتهم كثيراً، وإنهم قاموا في إطار هذه المبادرة بتنظيف عدد من دورات المياه لبعض المساجد في محافظة دومة الجندل بالجوف طيلة أيام شهر رمضان المبارك. وصدم الصغار بواقع دورات المياه في المساجد في كثير من الأحيان، وهذا ما حفزهم للاستمرار في عملية التنظيف كل 3 أيام. ويقول الأخ الأكبر سليمان الرويلي إلى "الوطن" "بينما كنت أتابع أحد البرامج التلفزيونية استهوتني فكرة القيام بأعمال تطوعية تساعد الآخرين، وتحيي روابط الخير بين الناس، ومن هنا بدأت الخطوة الأولى، ففكرت ملياً في تنظيف بيوت الله وخدمتها، ومن هنا انطلقت فكرة "براعم الخير في شهر الخير"، فاخترت بعض أخواني وأقاربي الصغار " ناصر، وعبد الكريم، وأحمد ومحمد " وانطلقنا إلى أحد المحلات، واشترينا الأدوات اللازمة للتنظيف، وبدأنا بمسجد الحي الذي نسكنه، وواصلنا العمل حتى بلغ عدد المساجد التي نظفناها أكثر من 13 مسجدا". وأضاف الرويلي أن "تجربة العمل التطوعي هذه لم تكن بسيطة أو سهلة، خاصة وأن من يقوم بالعمل هم أشبال صغار، لكنهم في النهاية حققوا نجاحاً بنسبة كبيرة تصل إلى 70% في هذا البرنامج الخيري"، مشيراً إلى أنه لن ينسى دعوات ذلك الرجل الذي دخل عليهم وهم ينظفون أحد المساجد فقد أعطتنا دافعاً معنوياً. وعن المواقف الطريفة التي مرت بهم قال "لا ننسى موقف طريفا لأحد الأشبال عندما انتهينا من التنظيف قال أريد أن استخدم الحمام فقلت له " تونا نظفناه ما أمدنا .. فضحكنا". المتخصص في علم الاجتماع سلمان الحربي قال إلى " الوطن " إنه "رغم معاناة تطبيق برامج ومبادرات ومشاريع تطوعية، إلا أنها تجد التشجيع من أفراد المجتمع والتحفيز"، موضحاً أن الاهتمام بنظافة المساجد أمر حيوي ومهم، سيترك بصمات راسخة في وجدان الأطفال، وتغرس فيهم حب العمل التطوعي. وطالب بإزاحة الأفق عن مخيلة الطفل إلى عالم الفضاء الأوسع، وتطبيق بعض برامج النظافة العامة التي تخدم المجتمع. وأضاف الحربي أن العمل الاجتماعي مسعى تربوي متواصل لتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية، ويمكن تطبيقه من خلال برامج تربوية هادفة، مثل الاهتمام بنظافة المرافق العامة، لتعزيز ونشر قيم عُليا تؤكد أصالة المجتمع السعودي المسلم المحب للخير.