يُعدُّ شهر رمضان المبارك فرصةً عظيمةً يستطيع من خلالها الآباء والأمهات أن يُعوِّدوا أطفالهم على صيامه، وغرس العديد من القيم والآداب الإسلامية العظيمة، وتنمية أحاسيسهم، وإيقاظ مشاعرهم، ودفعهم للإحساس بالآخرين، وذلك في ظل إحساس الأطفال ومعايشتهم الأجواء الاجتماعية المرتبطة بهذا الشهر العظيم، حيث من الضروري هنا قيام الآباء والأمهات باستغلال شهر رمضان في تعويد أطفالهم على القيام بالأعمال التطوعية والمشاركة المجتمعية؛ بدءاً من المنزل وانتهاءً بالمسجد أو الحي عموماً، وحينها سيشعر الأبناء أنَّهم جزءٌ لا يتجزأ من منظومةٍ اجتماعيةٍ متكاملةٍ يؤثرون فيها ويتأثرون بها. نزار رمضان متحدثاً مع أحد الأطفال مهمة إنسانية "الرياض" التقت الأستاذ "نزار رمضان" - خبير تربوي وكاتب صحفي - حيث أكد أنَّ شهر رمضان المبارك يُعدُّ فرصةً عظيمةً لتعويد الأطفال على العمل التطوعي، مشيراً إلى أنَّ ذلك سيزيد من ثقة الطفل بنفسه ويبني شخصيته الفاعلة، كما سيرفع نسبة اعتزازه بالعمل الخيري، وعند ذلك يعيش الطفل لنفسه ولغيره فيتعدى بذلك نفعه إلى غيره، مضيفاً أنَّ من صور العمل التطوعي التي يمكن تعويد الأطفال عليها زيارة المرضى وإطعام الفقراء والصدقة على المساكين وتفطير الصائمين وتنظيف المساجد. وقال إن هناك جملةً من الأفكار البسيطة التي ستُسهم في تعويد الأطفال على العمل التطوعي في رمضان، ومنها التهيئة النفسية والعملية لماهيَّة العمل التطوعي وفوائده والغرض منه، وفق خطاب ديني رقيق لطيف، وخطاب عقلي مقنع ظريف، مضيفاً أنَّ على المُربي بعد ذلك أن ينتقل للتدريب المتدرج، ومن ذلك تقديم طعام الإفطار للجيران أو الفقراء، أو زراعة شجرة أمام البيت، أو تنظيف درج العمارة التي يقطنونها، لافتاً إلى ضرورة توثيق تلك الأعمال عن طريق تصوير الطفل أثناء قيامه بها، مشيراً إلى أهميَّة التحفيز عن طريق كلمة حانية ونظرة مشجعة؛ على أن يتم تعزيز ذلك بنشر صور الطفل على مواقع التواصل الاجتماعي ليشعر بأهميَّة أعماله التي قام بتنفيذها. وأضاف أنَّ على المُربي أيضاً أن يحرص على مداومة الطفل على القيام بالأعمال الخيرية حتى يصبح العمل الخيري جزءاً لا يتجزأ من شخصيته، فيضع المربي جدولاً وخطة مناسبة سهلة غير معقدة، بحيث يصبح العمل الخيري صفة أسرية ومن ذلك التبرع بريال أسبوعياً، أو تنظيف المسجد، أو المشاركة في جمعية للعمل التطوعي، أو إطعام مسكين أسبوعياً، وذلك حسب إمكانات الأسرة المادية والزمنية. مشاركة المربين الأطفال ضرورية لتعزيز جانب العمل التطوعي تحفيز للعمل وأشار إلى أنَّه من الضروري أن يستغل الآباء والأمهات هذا الشهر بتربية أطفالهم على فعل الخير، ودعم المشروعات التطوعية، وتنمية الحس الخيري والتطوعي لديهم؛ ليكون ذلك ديدنهم على مدار العام، من خلال شرح فوائد العمل التطوعي بكلمات مبسطة وقصص مصورة معبرة ومناسبة للطفل، مع الاهتمام بتسمية غرف الأبناء بأسماء تربطهم بالعمل التطوعي كفارس الخير، أو بطل التطوع، وغيرها من الأسماء، مضيفاً أنَّه من الممكن أن يُوسم الطفل بوسام العمل الخيري، أو يُتوَّج بتاج التطوع عند قيامه بأيّ عمل إيجابي يسهم من خلاله في زيادة فاعلية العمل التطوعي، لافتاً إلى أهميَّة عمل بعض المسابقات التي تُعزِّز جانب العمل التطوعي لدى الأطفال، على أن يتم منحهم الشهادات التقديرية، وكذلك تعليق "بوسترات" عن العمل التطوعي والخيري في البيت والمكتب والسيارة؛ لتتكون صورة ذهنية واقعية بقلب الطفل وعقله ما بين تكرار للصورة وتكرار للفعل وتكرار للكلام لتصبح جزءاً من سلوكيات وقيم الطفل، وابتكار سلسلة قصص حول مشروع العمل الخيري تأليفاً من الوالدين أو تحويراً لبعض القصص التربوية، وتسمية البطل بفتى الخير وبطل التعاون من أجل إحداث هوس عاطفي تربوي بعمل الخير، إضافة إلى مشاهدة أفلام كرتونية تحث على العمل الخيري، وعمل حفل إنجاز في نهاية العام يتم من خلاله رصد كافة أوجه العمل الخيري والتطوعي التي قام بها الأطفال في البيت والمدرسة والحي والمسجد، حيث يتم خلاله تكريم الأطفال عن طريق تقديم الهدايا والجوائز المناسبة. العمل التطوعي ينمي إحساس المسؤولية عند الأطفال