أثار إنشاء جامعة الملك عبدالعزيز لكلية الإعلام والاتصال وتحويل قسم الإعلام لكلية مستقلة البهجة والسرور على الأكاديميين وأعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وأجمع الأغلبية على أن الخطوة نقلة نوعية في مفهوم الإعلام والاتصال في المملكة، كما وصفها البعض بأنها الحلم الذي تحقق بعد طول انتظار، إلا أنهم طالبوا أن تضع الكلية خططا استراتيجية لمواكبة الإعلام الجديد وآخر مستجدات الإعلام والتواصل الاجتماعي وتهيئة الكوادر الإعلامية القادرة على استيعاب عدد أكبر من الطلاب، سواء في مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه. قناة إذاعية وتلفزيونية وأكد الدكتور عاطف نصيف وكيل كلية الآداب للتطوير وعضو هيئة التدريس بقسم الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز أن تحويل القسم إلى كلية هو خطوة جيدة تم دراستها بعناية في الجامعة ووزارة التعليم العالي، وحازت على اعتماد المجلس الأعلى للتعليم العالي برئاسة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله. كما تنمى الدكتور نصيف أن تضع الكلية الجديدة نصب عينيها عدة أهداف استراتيجية لتحقيقها خلال السنوات الخمس الأولى من إنشائها، وأهمها: وضع خطة استراتيجية للكلية تشمل كافة الجوانب الأساسية لها من كادر تعليمي وفني وعدد المعيدين والمحاضرين المطلوب تعيينهم وابتعاثهم ومقررات ومعامل واستديوهات، وتأسيس القناة الإذاعية والتلفزيونية التي ما زالت حلما لدى طلاب ومنسوبي قسم الإعلام والجامعة بشكل عام، إضافة إلى تطوير الخطط الدراسية في الكلية والعمل على أن يغلب على جميع موادها الجانب التطبيقي أكثر من الجانب النظري بما يتوافق مع متطلبات الاعتماد الأكاديمي الدولي. كما طالب د. نصيف بتأسيس شراكات محلية مع جهات إعلامية حكومية لتسهم في رفع كفاءة مخرجات مواد التدريب العملي. وأضاف نصيف أنه «من الضروري العمل على تأسيس علاقات توأمة بين أقسام الكلية وأقسام علمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا للاستفادة من تجاربهم في مجال تدريس الإعلام بطريقة عصرية تتوافق مع المتغيرات التي تشهدها اليوم خارطة وسائل الإعلام بشكل عام». وألمح نصيف إلى أنه «نظرا للتغيرات المتلاحقة في مجالات الإعلام والتطورات التي طرأت على خارطة وسائل الإعلام وظهور وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة واستقطابها للملايين من جماهير الوسائل التقليدية. ولمواجهة كل هذه التطورات قام القسم باعتماد مسار وسائل الإعلام الجديد، وجارٍ الآن تأسيس البرنامج وتوصيف مواده لمواكبة التغيرات التي تشهدها الساحة الإعلامية». كما أكد نصيف أن قرار التحويل كان استجابة للحاجة الأكاديمية أولا، حيث إن طبيعة تخصص الإعلام تميل إلى أن تكون تطبيقية، كما أن احتياجاته المعملية وكوادره تختلف عن بقية الأقسام في كليتنا الأم كلية الآداب والعلوم الإنسانية التي احتضنت قسم الإعلام مشكورة لعشرات السنين. بالإضافة إلى ذلك قد يكون الإقبال الكبير الذي لاقاه قسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم الإنسانية من جانب طلاب الانتظام والانتساب قد شجع على التفكير جديا في الارتقاء بالقسم ليكون كلية للاتصال والإعلام. قرار تاريخي أما الدكتور أنمار مطاوع رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز، فأكد أن التحويل هو نقلة نوعية لمفهوم الإعلام والاتصال في المملكة، ونتيجة منطقية للتطور السريع والخطوات الواسعة التي يخطوها الإعلام السعودي، خصوصا في السنوات العشر الأخيرة، حيث أصبح الإعلام السعودي هو الرائد الإعلامي في النطاق العربي. وقال «نتيجة للتفاعل الإيجابي المستديم بين جامعة الملك عبدالعزيز والمجتمع، وتلمسها لما يحتاجه الوطن من ركائز وآليات لترسيخ مبادئه وأهدافه العليا، جاء قرار تحويل القسم إلى كلية. وقد لا يكون نوعا من التحيز والمبالغة لو قلنا أنه (قرار تاريخي)؛ لأنها أول كلية للإعلام والاتصال على مستوى المملكة، وبالطبع من قبيل التحيز المقبول أن نقول إن جامعة المؤسس هي الأحق بهذه الخطوة، وهذا القرار لأنها دائما رائدة». وقال الدكتور أنمار حول تهيئة كادر أكاديمي للكلية إن «النقلة المرحلية التي تحدثنا عنها هي الحل في العرف الأكاديمي، وربما هذه النقلة تأخذ من 3 إلى 5 سنوات، ربما أقل وربما أكثر، هذا يعتمد على الممكن والمتاح. خلال تلك الفترة، تستطيع أي كلية جديدة أن تواجه تحدياتها وتتغلب على أي صعوبات تواجهها». وعن الإعلام الجديد والضرورة الملحة للكلية لمواكبة آخر مستجدات العصر الإعلامي الجديد، قال الدكتور أنمار «تلك التحديات نواجهها ونواكبها الآن.. ونتعامل معها، فطالباتنا وطلابنا (طالبات وطلاب قسم الإعلام في جامعة المؤسس) تفوقوا في مجال التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد. فهم نخبة مميزة من طالبات وطلاب الإعلام على مستوى كافة أقسام الإعلام في جامعات المملكة، ليس تقليلا من أحد، ولكن قسم الإعلام في جامعة المؤسس على مدار تاريخه العريق أثبت أنه متميز على كافة المستويات طالبات وطلابا وأساتذة». وحول الاستفادة من طلاب بعثة خادم الحرمين الشريفين، أكد أن الجامعة حريصة كل الحرص على الاستفادة من الخرجين، كون المجال مفتوحا لهم الآن بعد تحويلها إلى كلية. حلم تحقق فيما أبدت الدكتورة حنان آشي مشرفة قسم الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز سعادتها بقولها إن «تحويل قسم الإعلام إلى كلية الاتصال والإعلام هو بمثابة حلم يتحقق، فهو خطوة مميزة وإيجابية في ظل الأهمية المتزايدة لوسائل الإعلام والأقسام الأكاديمية القائمة على تدريس موادها». وعن الخطط المستقبلية للكلية، أكدت الدكتور حنان أن الخطط المستقبلية مرتبطة بالأهداف والإمكانيات على المدى القريب، ويتطلب تطويرا مستمرا لبرامج كلية الاتصال والإعلام بما يتوافق مع مستجدات العصر ومتطلباته واتجاهات التجديد الإعلامي، مطالبة باستحداث تخصصات جديدة في القسم مثل: الصحافة الإلكترونية، وonline media، بهدف التركيز في إعداد الطالب على مجموعة محددة متفق عليها من الكفايات المهنية الأساسية لإحداث التغيير النوعي في سلوكه وأدائه، وضرورة التخطيط والتوسع في برامج الدراسات العليا، وبخاصة برامج الماجستير والدكتوراه عن بعد، إضافة إلى المقررات الجديدة التي تتمشى مع طبيعة الحياة المتطورة، مثل «المعلوماتية، التفكير الإبداعي، قضايا التجديد الإعلامي، إدارة التفكير، اكتشاف الموهوبين ورعايتهم في مجال الإعلام (صحافة إذاعة تلفزيون علاقات عامة...)، التعلم التعاوني واستراتيجياته، ومهارات الاتصال وأساليبه». كما رأت الدكتورة حنان ضرورة تعيين عضوات هيئة التدريس من المؤهلات للتدريس على المستوى الجامعي ومستوى الدراسات العليا، بالإضافة إلى التعاقد مع بعض الفنيين المتخصصين في مجال الإنتاج والإخراج الإذاعي والتلفزيوني والصحفي، بالإضافة إلى العلاقات العامة... وغير ذلك، سواء من داخل المملكة أو خارجها على أن يكون الشرط الأساسي هو التميز والخبرة في المجال الإعلامي. وطالبت الدكتورة آشي الكلية بضرورة تبني إجراء دراسات حول أنماط سلوك الجيل المقبل من الشباب في تعاملهم مع الإعلام الجديد مقارنة بالإعلام التقليدي، حيث يلاحظ المتابع لعادات وسلوك الشباب في شبكات التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك، وتويتر» أن جيل الشباب يتواصل في هذا العالم الافتراضي بدرجة عالية من الاحترافية، ويناقش موضوعات في مختلف القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية المحلية والخارجية، ويتناولها بالنقد والتحليل وتبادل الأفكار، ليقدم تطبيقا جديدا لنظرية «السوق الحرة للأفكار».