لا شك أن مع دخول فصل الشتاء ونتيجة للتقلبات المناخية تنشط فيروسات تنقل الأمراض من شخص إلى آخر، وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، حيث كشفت ل«عكاظ» صحة جدة عن بدء نشاط ستة أمراض شتوية مع حلول فصل الشتاء بأجوائه الباردة وتقلباته المناخية، إذ تزداد حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، مثل النزلات الشعبية، التهاب القصبات الهوائية، التهاب الأذن الوسطى والخارجية، التهاب اللوزتين، والرشح والأنفلونزا. من جانبها رصدت «عكاظ» تزايدا في أعداد المراجعين للمراكز الصحية في جدة، بسبب تفاقم الإصابة بالفيروسات الشتوية، حيث قال عادل العمري انه مصاب باحتقان بالحلق وانفلونزا حادة، وبسبب السوائل الباردة تعقدت الأمور أكثر، موضحاً أن أمراض البرد لا بد أن تتفاقم بسبب تقلبات المناخ وعدم التزامنا بوسائل التوعية الصحية. سخونة عالية وقال فايز مناف إن ابنه مصاب بسخونة عالية وبدأت بالتهاب بالحلق مما دفعه لمراجعة الطبيب، مشيراً إلى أنه وجد الكثير من الأطفال المصابين بأمراض البرد هذه الأيام في المراكز الصحية. حماية الجسم وقالت مدير إدارة التوعية الصحية بإدارة الصحة العامة بمحافظة جدة الدكتورة منيرة بلحمر: بما أن الجهاز المناعي له دور أساسي في الوقاية من الأمراض وحماية الجسم من الفيروسات والعدوى، يجب الاهتمام بتعزيز مناعة الجسم وتقويته للوقاية من هذه الأمراض، من خلال اتباع نظام غذائي صحي متوازن، وهو الغذاء الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم ويعتبر وقاية وحماية طوال السنة وليس فقط أثناء تغيرات المناخ، والذي يؤكل في وقته وبكميات كافية غير منقوصة يمد جسم الإنسان بالمناعة الطبيعية واللازمة لمواجهة أي مرض، بالاضافة الى تناول الفاكهة والخضراوات في الوجبات الرئيسية وبين الوجبات، حيث تأتي الفاكهة في المرتبة الأولى فيما يتعلق بالوقاية من نزلات البرد والانفلونزا، تليها الخضراوات وذلك لما تحتويه من كمية جيدة من الفيتامينات والمعادن التي تعتبر من منشطات جهاز المناعة في الجسم. تقوية الجهاز مضيفة ان الدراسات الحديثة أثبتت أن فيتامين «سي» له دور أكبر في تقصير دورة الانفلونزا عند الإصابة بها وبالتالي التعجيل بالشفاء، ومن الأفضل الحصول عليه من مصادره الطبيعية من الفواكه والخضراوات مثل الليمون والبرتقال والجوافة والليمون والكيوي، ولا ينصح بالمبالغة فيه، حيث إن زيادته تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، وإلى جانب ذلك هناك معادن أخرى محفزة لنشاط مناعة الجسم مثل الزنك، الحديد، الكالسيوم، وتوجد أيضاً في الفواكه مثل التين والتمر والمشمش. كما ينصح خبراء التغذية بتقوية الجهاز المناعي للأطفال عن طريق التغذية السليمة، لا سيما ان الاطفال أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا ونزلات البرد لأنهم يخرجون في ساعات الصباح الباكر إلى المدرسة، حيث تكون درجات الحرارة منخفضة. دراسات علمية كما أثبتت الدراسات العلمية فوائد الثوم في مكافحة نزلات البرد الشائعة من خلال تجارب سريرية شارك فيها 146 متطوعاً في بريطانيا، حيث برهنت هذه الدراسة بالدليل العلمي ما يعرفه الناس منذ القدم عن مزايا الثوم وفوائده في مكافحة الامراض، وتكمن قوة تأثير الثوم في مادة تدخل في تكوينه، وهي المادة البيولوجية الرئيسية التي تنتجها نبتة الثوم ولها القدرة على خفض معدل الاصابة بالزكام ونزلات البرد بنسبة تزيد على 50%. وتعتبر المشروبات الساخنة لمعظم النباتات المفيدة في الوقاية من نزلات البرد والانفلونزا أو في الإسراع بالشفاء وتقصير مدة المرض هي الطريقة الأنسب والعملية لاستخدامها، حيث تستخدم أوراقها أو بذورها أو جذورها أو سيقانها، كما هو الحال في القرفة، ومن هذه الأعشاب والنباتات على سبيل المثال لا الحصر الزنجبيل والقرنفل، والزعتر، والحبة السوداء، والبابونج وغير ذلك كثير. وضمن النصائح التوعوية التي ذكرتها الدكتورة منيرة بلحمر للوقاية من أمراض الشتاء النظافة، واعتبرتها عاملا أساسيا لتجنب الإصابة بالفيروسات والعدوى، لذا يجب غسل اليدين جيداً بشكل منتظم قبل الأكل وبعد استخدام المرحاض أو لمس الأدوات والأسطح في الأماكن العامة، ويجب عدم لمس العين أو الأنف أو الفم قبل غسل اليدين جيداً، كما يوصى باستخدام المناديل عند العطس ثم رميها في سلة المهملات، ويجب الاهتمام بالنظافة الشخصية للأطفال وتشمل الجسم والملابس ومكان الدراسة وتقليم الأظافر مما يقلل من فرصة إصابة الطفل بالأمراض. رياضة المشي مؤكدة أن الدراسات تشير إلى أن النشاط البدني المنتظم يقوي جهاز المناعة ويحمي الجسد من الإجهاد والإرهاق اليومي، لذا يجب الحرص على ممارسة رياضة المشي نصف ساعة يومياً وإن لم يكن هناك الوقت الكافي لذلك يمكن القيام ببعض الحركات الرياضية البسيطة بالمنزل. واختتمت حديثها بقولها: يجب التطعيم ضد الأنفلونزا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة ولديهم مرض مزمن مثل الإيدز أو الربو أو السكري أو ضغط الدم المرتفع او أمراض في الكلى والكبد، حيث يسهم هذا التطعيم في تعزيز الجهاز المناعي بالجسم والوقاية من الفيروسات والعدوى. التصدي للمرض من جانبه قال مدير عام الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود: إن انتشار الرذاذ المحمل بالفيروس عامل يفاقم من عدد المصابين بنزلات البرد، وأن الأمراض المعروفة التي تصيب الكثير من الناس تتمثل في احتقان الحلق، الزكام، التهاب الأغشية المخاطية، العين، والفم، ومعظمها إصابات تنفسية. تطوير العمل موضحا أن جميع المراكز الصحية مجهزة لاستقبال الامراض الشتوية، كما أن هناك استراتيجية تتمثل في تطوير أداء العمل في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتحسين البنية التحتية، ورفع درجة الترصد والمراقبة الوبائية، وخفض معدلات الأمراض المستوطنة، واعتبر أن استراتيجية تطوير خدمات الرعاية الصحية الأولية مبنية على التوسع في الخدمات الصحية بدرجة عالية من الكفاءة، وتطوير أداء العمل داخل مراكز الرعاية الأولية من خلال تحسين البنية وإجراءات العمل، مما ينعكس على رفع جودة الأداء ومردود الخدمة. إلى جانب تطوير البرامج الصحية الوقائية وتعزيز الصحة من خلال تكثيف برامج التوعية الصحية الهادفة، مع الاهتمام بتحسين الوضع البيئي عبر أنشطة وبرامج صحية بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى، ورفع درجة الترصد والمراقبة الوبائية ما يساهم في درء الأوبئة وخفض معدلات الأمراض المستوطنة.