لا يبدو حال الفريق الوحداوي مرضيا لأنصاره ومحبيه، إذ يسير بخطى متسارعة نحو الهبوط لدوري ركاء، ويحمل كثيرون رئيس النادي علي داوود مسؤولية هذا الإخفاق، وتحاصره مجموعة من التساؤلات المنطقية حول تراجع الفريق وتذيله الترتيب، وفي (محاكمة «عكاظ») يقف داوود داخل قفص الاتهام في مواجهة مجموعة من النقاد لمحاكمته بشأن تدهور الأوضاع واحتلال الفريق المركز الأخير في دوري زين للمحترفين وفشله في تحقيق طموحات جماهيره والبحث عن أسباب الهبوط الحاد الذي يمر به، وإغراق النادي بالمشاكل مع محبيه، إلى جانب تهم أخرى يوجهها له نخبة من النقاد هم: فوزي خياط، فريد مخلص، سعد العصيمي الذين أبرزوا سلبيات وإيجابيات إدارة داوود. صرامة مطلوبة يقول الإعلامي المخضرم فريد مخلص: «ما يميز رئيس الوحدة أنه الوحيد من رؤساء الأندية السعودية الذي مارس كرة القدم كحارس لمرمى الوحدة ثم المنتخب ثم كمعلن رياضي فمسؤول عن البرامج الرياضية في قناة ART ومديرا عاما للمنتخبات السعودية لكرة الجمع، يجمع فئاتها، وهو إعلامي لامع ومميز وأديب». وأضاف: «رئاسة النادي تختلف بالطبع عن ترأسه للمنتخبات، ففي الثانية أمامه منهجية مدروسة شارك في هندستها مع الجهاز الفني وطلباته مجابة، واليوم لديه رؤية فنية جيدة للنهوض بالفريق، لكن التنفيذ حصر لعدم وجود السيولة الكافية لتحقيق أهدافه، فكيف نطالبه بإحضار لاعبين أجانب مميزين يستطيعون أن يعملوا الفارق، ومدرب عالمي بدرجة جيدة والضائقة المالية تعصف بالنادي». وزاد: «علي داوود رجل يعشق النجاحات، وأعرف جيدا أنه مع بداية رئاسته فتح نوافذ التواصل مع أعضاء الشرف بنادي الوحدة ورجالات مكة من أجل وقوفهم مع ناديهم المكي، وكان التجاوب خجولا للغاية (العين بصيرة واليد قصيرة)، فهو يسير حاليا على سياسة (مد رجولك على قد لحافك)، وأعتقد أنه نجح مؤخرا في كسب وجوه جديدة لدعم صفوف الفريق وسوف تثمر بإذن الله هذه التحركات في تحسين نتائج الفريق الوحداوي، علما بأن الداعم المؤثر للوحدة هو الشيخ صالح كامل فقط». وأضاف: «أما عيوبه فتكمن في (صرامته) في اتخاذ القرار وأنا شخصيا وفي ظل الظروف المحيطة بالنادي أعتبرها جانب إيجابي له؛ لأن الإدارة الحالية تحتاج إلى ذلك من أجل تنفيذ منهجيته التي رسمها من أجل النهوض بالنادي والوصول بالفريق إلى بر الأمان، فلقد عرفنا هذا الفريق منذ الصغر بأنه يعاني من (التكتلات والأحزاب)». بصماته محدودة من جانبه، قال الإعلامي سعد العصيمي: «علي داوود صاحب تاريخ كبير في المجال الرياضي، واستطاع أن يحقق نجاحات متوالية في كل المهام التي قام بها، إلا أنه لم يصل بفريق الوحدة إلى المأمول منه، ولا سيما أن جماهير الوحدة أبدت تفاؤلها بحضوره كرئيس للنادي على اعتبار أنه يشكل مرحلة جديدة بعيدة عن الأسماء المتعارف عليها في المجتمع الوحداوي، ربما هناك بعض الإشكاليات التي واجهت علي داوود كقلة المادة وبعض الظروف التي يمر بها النادي إلى جانب التركيبة التي عاشها النادي لسنوات طويلة، إلا أنه حتى الآن لم يضع بصمة واضحة في إدارة الوحدة كالبصمات التي رسمها في المجالات التي عمل بها، فمن إيجابياته أنه رجل يعرف كيف يتعامل مع الإعلام وكيف يحتوي الفريق، إلا أنه يؤخذ عليه أنه لم ينتشل الفريق من بيئته ولم ينجح إلى حد ما في اختيار اللاعبين الأجانب، فالتوقعات التي سبقت توليه رئاسة الوحدة كانت تنصب على أنه مؤهل للنجاح في ظل تولي الشيخ صالح كامل رئاسة أعضاء الشرف للنادي المكي، لكن هذه الأحلام تضاءلت مع نتائج الفريق في الدوري المحلي». وأخيراً تحدث الأقرب الإعلامي المعروف فوزي خياط قائلاً: عندما تسلم الزميل.. والصديق.. الأستاذ علي داود رئاسة نادي الوحدة بالتكليف لمدة عامين اجتاحت الوسط الرياضي المكي بصورة خاصة والوسط الرياضي بصورة عامة.. موجة من الفرح والرضا ثقة وتفاؤلا بقيادة الرئيس القادم وهو أحد أبناء النادي البارزين الذين شاركوا في قيادة الفريق الوحداوي في عهده الذهبي حارسا للمرمى لا يشق له غبار.. وقد ظل على داود ابنا بارا لناديه على كافة المراحل الزمنية وكان المحب.. والمعاضد.. والمؤازر.. والمبادر أيضا لمقابلة جميل الوحدة التي جعلت منه لاعبا مرموقا وصل إلى التمثيل الدولي مع المنتخب. وقد تواصل حضور علي داود على العديد من الساحات فكان معلقا رياضيا رائعا لم نجد له مثيلا حتى اليوم نظير ما يتمتع به من ثقافة وحسن إعلامي ناجح فكان صاحب عبارة أدبية فخمة.. وثراء لغوي فاره.. ثم عمل فترة من الزمن مديرا للمنتخب الأول فأثرى برؤيته الثاقبة مؤديات مسؤولياته بتوفيق مشهود وكان عضوا مشرفا.. وناجحا.. ثم عاد بعد ذلك إلى العمل الإعلامي من خلال قناة ( A . R .T) التلفزيونية مشرفا على البرامج الرياضية حتى اختاره أخيرا الشيخ صالح كامل ليكون إلى جانبه في مسيرة أعماله الكبيرة.. والكثيرة. وقد أردت بهذه السيرة العاجلة أن أؤكد بأن الآمال التي رافقت تسلم علي داود لمهامه كرئيس لنادي الوحدة بمكةالمكرمة كانت كبيرة.. وواثقة.. لكن الذي حدث للأسف أن النادي.. وبالذات فريق كرة القدم قد واجه بعد صعوده مرة أخرى إلى الدوري الممتاز انتكاسة لم تكن على بال أحد من المتابعين أو من الجمهور الوحداوي الكبير المتعطش لعودة ناديه إلى الواجة والمنصات والمنافسة المقتدرة.. ومازال الفريق يواجه الهزائم تلو الهزائم وليس في رصيده سوى نقطتين فقط وكأنه لم يبدأ المشوار بعد!!. ليكون السؤال الكبير والعريض: هل فشل علي داود في قيادته للنادي.. أم أن الظروف المحيطة بالوحدة هي التي أقعدته دون أن يدرك مبتغاه؟!. ولنجيب على هذا السؤال لا بد من أن نقف لنتحدث بصراحة عن إيجابيات.. وسلبيات.. علي داود رئيس نادي الوحدة.. إيجابياته : 1 دون شك أن علي داود يعرف كل .. أو أكثر.. خبايا وأسرار نادي الوحدة.. فهو ناديه.. وهو القريب منه.. وهو الصديق المقرب من كل الوحداويين.. وهذا عامل مساعد يعينه على أداء مسؤولياته بنجاح. 2 علي داود يملك شخصية قيادية.. فهو يقنن تعامله مع الآخرين وفق قناعات متوازنة لا تفقده مكانته.. ولا تهز حضوره. 3 يملك فكرا كرويا ثريا.. فهو صاحب خبرة طويلة جدا تتيح له فرص اختزان إشراقات بهجية من الأسس.. والأبعاد.. والمنهجيات. 4 صاحب شخصية محبوبة.. ومؤثرة.. فهو بعيد جدا عن التصادمية.. والوقوف الصامت أمام الرأي الآخر.. فهو رجل حوار مع الذين يبسطون له وجهة النظر باحترام..!!. سلبياته: 1 يرجح قناعاته الشخصية من منطلق ثقته في نفسه.. والتي تنأى به عن الإذعان لحماسة الرأي الآخر!!. 2 لا يأخذ الوقت الكافي للحسم.. أغلب الظن أنه يخشى هزيمة الترجيح إذا ما أعطى كثير وقت للمقارنة والمفاضلة!!. 3 تزيد جرعة التبرير عنده أحيانا.. ربما مجاملة.. أو سعيا لتفادي التعقيد.. أو رغبة في سلاسة التحاور!!. 4 تبلغ حماسته في البدايات لبعض الأمور حدا كبيرا ولكنه لا يتواصل بهذه الحماسة أبدا فتقل بمرور الوقت وتضعف!!. النتائج: وتبعا للإيجابيات والسلبيات.. فقد واجه النادي بعض الأمور .. والمواقف: 1 التواصل مع الشخصيات الوحداوية فكرة تم الأخذ بها وفق حماسة طاغية ثم خمدت!!. 2 التصريحات بعد العودة للممتاز كانت من الشيخ صالح كامل ب (اننا سنأتي بأكبر وأفضل المحترفين الأجانب) ثم كان الاكتفاء باثنين فقط أحدهما من السودان!!. 3 لم يتم التصالح المنتظر مع عميد المشجعين الوحداويين (عاطي الموركي) ورفاقه مع أنهم بمثابة الروح للنادي.. وهذا الأمر مهم جدا وليس هامشيا كما يزعم البعض!!. 4 مازالت هناك علامات استفهام كبيرة حول المدرب السابق.. والحالي.. وعما إذا كانا هما الطموح الأنجح بالنسبة للوحدة أم لا !!. وأخيرا.. وبعد الحديث عن الإيجابيات والسلبيات، هناك من يسأل: هل الوقت متاح الآن لتعويض ما فات.. وما أهدر.. أم أن المصير سيكون في العودة إلى الدرجة الأولى لا محالة؟!.