عندما طرح رئيس اللجنة الثقافية والإعلامية في مجلس الشورى الدكتور سعد البازعي فكرة إنشاء مجلس أعلى للثقافة في المملكة، كانت هذه الرؤية رؤية تطويرية ستساهم في خلق برامج ومشاريع ثقافية جديدة، من شأنها أن تقف جنبا إلى جنب مع وزارة الثقافة والإعلام، وتحديدا مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، ويقول البازعي عنه في تصريح صحافي منشور إن المجلس سيكون العقل المفكر لوزارة الثقافة والإعلام، ولا شك أن هذا المجلس سيكون مؤسسة ثقافية مدنية تعمل مع المؤسسة الرسمية في دعم المشهد الثقافي، كما أنه سيكون شريكا في صناعة العمل الثقافي الذي يجب أن تكون أكثر تأثيرا في ظل هذه المرحلة المثخنة بالمتغيرات والتحولات.. وإخراج هذا العمل من الحيز التقليدي إلى آفاق متجددة، وكانت موافقة مجلس الشورى على إقرار توصية إنشاء مجلس أعلى للثقافة خطوة للإمام مثقلة بالتفاؤل، ولكن يتبقى خلفها خطوات أخرى بعد البدء بالتنفيذ، وهي تشكيل المجلس الأعلى للثقافة، وترشيح أمين عام له، وهذا أمر يجب أن يشارك في تشكيله وتكوينه المثقفون والمؤسسات الثقافية بكافة تنوعاتها واهتماماتها ومجالاتها، وأن يكون هناك استراتيجية واضحة لعمل المجلس تحقق له الانطلاق في تحقيق رؤاه وتطلعاته.. واليوم، ووكالة الوزارة للشؤون الثقافية تشرف على عمل المؤسسات الثقافية والأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وغيرها، نجد أنها تحتاج إلى مثل هذا المجلس ليكون رافدا وداعما لها في تقديم الرأي والاستشارة الثقافية، واستشراف المرحلة وتطلعاتها، والوقوف على واقع المشهد الثقافي وإعادة تقييم وتقويم مخرجاته ومنجزاته ومناشطه، والتخطيط والمتابعة للفعل الثقافي في المجتمع، كما جاء في الطرح إنشاء هيئة خاصة بالكتاب ستحقق الكثير من الأهداف التي تسعى إلى العناية بالكتاب طباعة ونشرا، وإيصال المنتج الفكري لدينا إلى دول العالم، كذلك إعادة طباعة ما يمكن تحقيقه من كتب التراث المهمة، أيضا الاهتمام بترجمة الأعمال الأدبية ودعم المؤلفين والكتاب، وقراءة واستشراف مستقبل الكتاب، وحضور الكتاب الإلكتروني أيضا أو الكتاب الرقمي كما يسميه البعض. إن مثل هذه الهيئات والمجالس موجود في مشاهد ثقافية عربية منذ عقود، مثل مصر والأردن والكويت والإمارات وغيرها من الدول، وهي تجارب لها عمقها الثقافي، وعلى مؤسساتنا التي ستولد بإذن الله عما قريب أن تستفيد من تلك التجارب وتجاوز المعوقات التي واجهتها؛ حتى تحقق تلك المؤسسات الثقافية المدنية الجديدة تطلعات المثقفين والمهتمين والمتابعين. ورقة أخيرة: أنا في نهارات الشتاء القصيرة لا أجيد الغناء.. ولا أصغي لنشيد النوارس حين تؤوب الشمس تحت غمامة سوداء [email protected]