سعدتُ بزيارة مجلس الشورى مع باحثات الدكتوراه في قسم الإدارة التربوية، والذي يشرفني إني واحدة منهن. كانت الزيارة ضمن أنشطة مادة الجودة النوعية في مؤسسات العمل والتي تدرسها لنا الدكتورة الفاضلة وفاء عون. ليست المرة الأولى التي أدخل فيها مبنى الشورى المهيب وأتمنى ألاّ تكون الأخيرة، لكن المميّز هذه المرة أنّ الفريق الذي استقبلنا ترأسه السيدة فاطمة آل الشيخ، وقد عرضت لنا تاريخ الشورى في الدولة السعودية وطبيعة العمل في اللجان وآليات مناقشة الموضوع. كما تحدثت عن طبيعة عمل المستشارات الحاليات وكيف سيتغيّر الأمر تماماً حين تشارك المرأة كعضوة مثلها مثل شقيقها الرجل، وأخذتنا مشكورة إلى ردهات المبنى وأطلعتنا على معرض الوثائق التي تقدّم للزائر صورة إيجابية عن الثقافة البرلمانية التي نشأت مبكراً منذ عهد الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه -، وكان لافتاً محاضر الجلسات القديمة وتدويناتها في عهد الملك سعود ثم عهد الملك فيصل - رحمهما الله -. مبنى الشورى بيئة مثالية. فالتنظيم ودورة العمل الإدارية فيه مؤسسة على مبادئ الجودة والإتقان. كما أنّ السمت والوقار والهيبة هي ملمح المكان الأول، ولا تكاد تسمع صوتاً، حتى أننا سألنا السيدة فاطمة آل الشيخ عن سر هذا الصمت ونحن نعبر القاعة التي تكتظ بأعضاء مجلس الشورى، فاكتشفنا أنّ الجلسة كانت سرية. وإلاّ فإنّ الدخول والاستماع لجزء من المناقشة مسموح في جدول الزيارات المماثلة. كان تطبيقاً ممتعاً لمبادئ الجودة، وسعدتُ أنا شخصياً بوجود المرأة كجزء من منظومة العمل في هذه المؤسسة المهمة جداً في هيكل مؤسسات الدولة، وأتمنى أن نرى السعوديات تحت قبة مجلس الشورى يشاركن بفاعلية في مساندة وليّ الأمر وصانع القرار بالرأي السديد إن شاء الله، من أجل تنمية مستدامة واستقرار وأمان لهذا الوطن الغالي ولمواطنيه وكل من عاش على أرضه. [email protected] Twitter @OFatemah