ناقشت جريدة «الشرق» وعلى مدى 5 أيام قضية «العصبيات» بكل تنوعاتها العرقية/القبلية والمذاهبية، وأحضرت لهذه القضية أغلب أطياف المجتمع من «علماء دين علماء اجتماع مفكرين قانونيين» وأطياف من السلطات «مجلس الشورى الداخلية التربية والتعليم الشؤون الإسلامية الحوار الوطني حقوق الإنسان»، وكان نقاشا مثريا للقضية، وإن تجنب بعض الأسئلة التي ربما لا يمكن الإجابة عليها لغياب الدراسات الميدانية والبحوث الصادرة من جامعاتنا لهذه القضية القديمة/الجديدة. وأهم سؤال يستحق الطرح مفاده : هل العصبية ظاهرة جديدة يثيرها البعض لأهداف عدوانية ضد المجتمع، أم ثورة الاتصالات وانفتاح الفضاء كشف ما هو مسكوت عنه، إذ إن التربية والتعليم لم تحاول نشر الوعي « بأن الإسلام ضد العصبيات ويتوعد من لا يتركها»، ولا هو الإعلام طرحها لمناقشتها بعمق، حتى مجلس الشورى وكما يؤكد العضو الدكتور «صدقة فاضل» لم يسبق له أن تطرق لمناقشة هذه القضية رغم أهميتها وحساسيتها؟ ثمة أمر آخر لا يقل أهمية، وهو أن أغلب أفراد المجتمع أصبحوا لا يؤمنون بأن «الواسطة» واقع فقط، بل إنه لا يمكن القضاء عليها، أي حتمية. وهذا مؤشر صارخ بأن «العصبية» انتصرت على «المواطنة»، ولا أمل بتغيير الواقع المعاش، وهذا ما جعل المجتمع يدفن هذه القنبلة القابلة لأن يعبث بها أحد لتنفجر. ولكن ما الذي أوصلهم لهذه الخلاصة «الواسطة» لا يمكن القضاء عليها؟. بالتأكيد الواقع هو من أوصلهم لهذا، فأن تذهب بصفتك مواطنا للمؤسسات، فيما الآخر ذهب مستندا على العصبية القبلية/ المناطقية، ستجد أن الآخر هو من انتهت أوراقه وإن قدمت أوراقك قبله بأشهر.. خلاصة القول : إن لم تعمل التربية والتعليم والإعلام على نشر الوعي بخطورة انتصار العصبية على المواطنة، وأن المواطنة هي من يحقق أمنا أعلى للفرد من العصبية، وإن لم يشرع مجلس الشورى قوانين تعاقب كل موظف يقدم العصبية على المواطنة وراقب تطبيقها، وإن لم ترفض المحاكم قضايا «تكافؤ النسب» لأنه لا يحق لأحد رفع قضية طالما المرأة وولي أمرها وافقا على هذا الزواج. لن يتغير شيء وستستمر «العصبية المهددة للمجتمع» تنتج «الواسطة» ليس لأنه لا يمكن القضاء عليها، بل لأن بعضنا لا يريد القضاء عليها. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة [email protected]