بدأت الأخبار تتوالى عن احتمالات هروب الأسد مع اشتداد المعارك في دمشق، ما يعكس قناعة حقيقية وراسخة بأن النظام ليس فقط انتهى، بل بدأ يعد بنفسه لسيناريو نهايته، كل هذا بفعل الضربات المتتالية التي يتلقاها على المستوى السياسي والعسكري، ولكن هل هذا يكفي؟ لا بالطبع، فعلى الثوار متابعة القتال حتى النهاية وربما القادم أصعب. كانت الأسابيع القليلة الماضية حافلة بالعديد من التطورات على صعيد الشأن السوري، منها ما هو سياسي ومنها ما هو عسكري، فعلى المستوى العسكري بدأ الجيش الحر يحقق إنجازات هامة، منها السيطرة على مطار الحمدان في البوكمال وتحرير كامل ريف دير الزور، وتتالي أخبار الزحف نحو العاصمة دمشق، مما دفع النظام لإغلاق مطار دمشق الدولي أمام جميع الرحلات، أما على المستوى السياسي فقد تم تشكيل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة، هذا المكون الذي تتالت الاعترافات الدولية به كممثل رئيسي للشعب السوري، مما يوحي بحالة من بداية لتغير المزاج الدولي بعد الانتخابات الأمريكية، فكل الأمور في النهاية رهن إرادة سيد العالم أوباما، فقد بات الحديث يعلو عن إمكانية تزويد الجيش الحر بأسلحة نوعية تمكنه من حسم المعركة على الأرض، هذه التطورات التي تدل على أن العبء الأخلاقي الهائل الذي تتركه مشاهد الدمار والوحشية الأسدية على الضمير الدولي قد بدأت تعطي بعض الثمار بعد طول انتظار، لكن للأسف الشديد لا زال الموقف الدولي بعيدا كل البعد عن مستوى الحدث السوري، فرغم أن الحديث الصريح عن تسليح الجيش الحر بات مسموعا، إلا أنه لا زال مجرد حديث ولم يتحول إلى واقع على الأرض، فرغم أن مستوى الدمار والقتل هائل، إلا أن الدول التي تصنف نفسها كصديقة للشعب السوري لم تبرح مكانها بين المتفرجين على مسلسل الدم السوري وتحاول جاهدة لتأجيل أي تدخل مباشر لأطول أجل ممكن، مراهنة على تغير كبير في موازين القوى على الأرض لصالح الثوار، مما يجعل التدخل الدولي، والذي أتوقع شبه جازم بأنه سيأتي في نهاية المطاف، تدخلا سهلا وقليل الكلفة على المتدخلين، أي أن الحسابات البراجماتية الميكيافلية لا زالت هي التي تحكم الموقف الدولي دون أي اعتبار للجرح السوري النازف أبدا، ودون أي اعتبار لقيم العالم الحر التي يدعيها الغرب،