حفل الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضي بأحداث جسام، أبرزها اتفاق حماس مع العدو الصهيوني الذي سيقرب وجهات النظر لإعادة الوحدة الفلسطينية ويغلق الباب أمام إيران المتاجرة بالقضية الفلسطينية. أما الحدث الآخر فهو افتتاح مركز فيينا للحوار بين أتباع الأديان والذي كان مليئا بورش العمل والمحاضرات التي ألقيت من قبل ممثلي بعض المراكز العالمية لأبحاث الحوار والسلام. إن الصراع الذي نشاهده اليوم بين الأديان والثقافات كان نتيجة للتحديات التي صعدتها السياسات الاستعمارية، وأرى أن مركزا واحدا لا يستطيع أن يضع حلا للمشكلة، لكنه بالتأكيد يمكن أن يكون مركز فيينا هو الرئيسي لإثراء الحوار الثقافي والديني، يدعو إلى التسامح، وينبذ العنف ويغير من الخارطة الذهنية للإنسان، حيث لم يبق على وجه الأرض من دول تجنح إلى التوسع الجغرافي وإشعال الحروب سوى إيران وإسرائيل. فالتنافس قد أصبح اليوم اقتصاديا وثقافيا. والإسلام سوف يسود بقيمه على كل الأديان والثقافات. إن مركز حوار الأديان ليس دعوة إلى الإسلام، بل هو حوار بين أتباع الأديان، وما نرجوه أن يكون المركز مصمما على نظام مؤسساتي، حيث تشكل فيه الدول المؤسسة مجلسا للأمناء وتوضع له أنظمة تصاغ وتحفظ في دولة المقر. وهذا المركز سوف يكون له الحق في أن يمنح من أراد فتح مركز مماثل يحمل اسمه وعلامته وتمارس المراقبة عليه كي لا يخرج من المبادئ والأسس الموضوعة، وهذا ما سوف يحقق له الانتشار في أرجاء المعمورة. إن افتتاح مركز فيينا يعتبر نقلة نوعية في إعطاء دفعة قوية لحوار الأديان وفتح آفاق التعاون بين الشرق والغرب وتصحيح صورة الإسلام في العالم. ومن المؤكد أن المركز سيسعى من خلال تواجده في قلب أوروبا إلى فتح قنوات الحوار بين أتباع الأديان وحل الخلافات عبر الحوار.