ما إن تتلبد السماء بالغيوم.. وتبدأ الأشجار بحركة هواء خفيفة إلا ويبدأ هلع غير طبيعي!! المدارس تقفل.. وبعض المحلات، وقد لا يذهب بعض الناس إلى أعمالهم، وتبدأ حالة من الذعر، ونسمع أولادنا يرددون بأصوات تحمل نبرة الهلع: سيأتي مطر.. وإن حدثت هذه التغيرات المناخية في الصباح فليس هناك مدارس لأنه سينزل مطر، وإن حصل وذهب بعض منهم إلى المدرسة سيرجعون حتما لأن هناك مطرا، أو حدث في الليلة السابقة مطر، أو أن اليوم ممطر.. والمحزن في الأمر أن تغير الجو واحتمال سقوط المطر سرعان ما يتلاشى فيكون اليوم مشمسا.. لكن تأصل بداخل أولادنا الكسل. لماذا كل هذا؟ أليس المطر رحمة ؟؟ لماذا ربينا أولادنا على الهلع؟ لماذا جعلنا في أنفسهم ارتباطا بأي تغير مناخي بالتوقف عن دروسهم. هل ذلك لما حصل لجدة من سنوات عندما سببت الأمطار ما سببت من خسائر مادية ومعنوية وأرواح بشرية؟؟ لكن لا ينبغي أن نمد سلسلة ما حصل منذ سنين إلى وقتنا الحاضر.. أليس من الأجدر بنا أن نعمل على دورات تدريبية للطلاب عن كيفية مواجهتهم لأي طارئ قد يحدث؟ أليس من الأجدر بنا أن نوجههم كيف يصمدون في أي حالة من حدوث أي كوارث طبيعية أو غيرها. حتى يعرفوا كيفية حماية أنفسهم وتقديم العون لغيرهم وكيفية التصرف في مثل هذه المواقف؟؟ لا أنفي وجود بعض آثار الأمطار، لكن أليس من المستحسن أن نوضحها لأولادنا بطرق مختلفة؟ كأن نوضح لهم أن المطر نعمة من نعم الله والمفروض أن نستبشر بقدومه لا أن نخاف منه، وإن ما يحصل من آثار سلبية من الأمطار ليس بسبب المطر نفسه، إنما تقصير منا نحن البشر بسبب عدم اتخاذنا الإجراءات اللازمة لمثل هذه الظروف.. إننا يجب أن نحذر من كل ما نتفوه به أمام أولادنا، فهذا بناء لشخصياتهم. فينشأون على الجبن والانهزامية بدل التصدي للمواقف التي قد يواجههم.. كما قد يتربى فيهم الكسل تجاه مسؤولياتهم الدراسية. ويؤثر سلبا على اهتماماتهم التعليمية.. فقد أصبح الطلاب يتمنون كل يوم أن تسوء الأحوال الجوية حتى لا يذهبوا إلى المدارس. ألم نسمع هذه العبارات من أولادنا «يا ليت بكرة يجي مطر.. يا ليت بكرة تيجي غبرة.. ويكون إجازة». أليس محزنا أن تكون أمنيات أولادنا هي بعدهم عن مدارسهم؟؟ إذن يجب علينا بناء شخصية قوية لأولادنا، ابتداء من البيت ونهاية بالمدرسة. أتمنى أن نرى في الأيام المقبلة مدارسنا وطلابنا يستقبلون الأمطار بفرحة وإكمال دوامهم المدرسي تحت أي تغير مناخي.