أكد عدد من الطلاب والطالبات في جامعة الملك عبدالعزيز أن تحويل (قسم الإعلام) إلى كلية سيسهم في الارتقاء بقدراتهم والنهوض بالعملية التعليمية فيه، من خلال تفعيل الشركات وعقد اللقاءات التدريبية المتخصصة مع المؤسسات الأكاديمية الأخرى، لتكون الفائدة مشتركة بين المنهج التعليمي واللاصفي، وتعد الخريج للدخول بقوة في سوق العمل. وأفاد فيصل الحربي (الطالب في مسار الصحافة) أن الجامعة مطالبة بتوفير الكثير من البرامج التي تخدم الطلاب في دراستهم وأعمالهم التدريبية ومساندة قسم الإعلام الذي يقدم اليوم ما يفوق إمكانياته، مشددا على ضرورة الاستفادة من الأدوات التي يملكها القسم كالصحيفة الجامعية أو معامل التلفزيون على سبيل المثال باعتبارها فرصة لتدريب الطالب وتقييمه. إلى ذلك، رأى خالد المطرفي (طالب) أن تحويل القسم إلى كلية من شأنه الارتقاء به وتخريج طلاب أكفاء قادرين على دخول سوق العمل بقوة، مشيرا إلى أن التدريب الذي يقدمه القسم حاليا لا بأس فيه. من جهته، أعرب مهند السليماني الذي يدرس الراديو والتلفزيون، عن رغبته في التحول إلى الإعلام الجديد الذي أصبح وسيلة تقارب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، متمنيا أن تتسارع الخطى في توفير فرص الإعادة والابتعاث لأكبر عدد ممكن من الطلاب. بينما ألمح الطالب عمر البدوي المتخصص في مسار الصحافة، إلى أن كثيرا من مؤسساتنا الأكاديمية تعاني ضعفا في جانب التأهيل وتكتفي بالضخ النظري الشفهي وتلقين الطالب، وتبقى مسألة التدريب والممارسة الميدانية مجالا شبه مبهم للطالب السعودي، مبينا أنه تلقى في الجامعة قليلا من التطبيق العملي مع التلقين النظري، إذ كان بعض الأساتذة يحفز لمثل هذه الخطوات والبعض الآخر يكتفي بالتكاليف الجامعية التقليدية. في حين، امتدح الطالب عبدالرحمن سالم خطوة القسم باستحداث ناد إعلامي قبل أكثر من عام يتولى عمل دورات ومشاريع تهيئ الطالب لمباشرة الممارسة الإعلامية الميدانية، متوقعا أن يسهم ذلك في ردم الهوة وتقليص حجم الفجوة بين ما يتلقاه الطالب نظريا وبين جو العمل الحقيقي على الأرض، مؤيدا شكاوى رجال الإعلام من ضعف أهلية الطالب السعودي الذي يتخرج من أقسام الاعلام في الجامعات السعودية. وفي السياق ذاته، أفادت وجدان الحربي طالبة مسار الصحافة أن هناك فجوة بين ما يتصوره الدارس وما هو واقعي، لافتة إلى أن الطالب لن يدرك ذلك إلا حين يعمل في مؤسسة إعلامية، مشيرة إلى أن ثلاث سنوات من التخصص لا تكفيها مادتان أو ثلاث كتدريب، لأن سوق العمل في ما بعد سيطلب أن يكون الطالب مهنيا ومتخصصا. وتوقعت الطالبة نجوى القرني أن قسم الإعلام لا يستطيع الدخول بسهولة في شراكة مع أحد، لأن الأمر معقد ويحتاج موافقة من جهات عدة، خصوصا أنه قسم وليس كلية مستقلة بذاتها، مشددة على أهمية أن يستقل القسم بكيان خاص إداريا وأكاديميا حتى يحصل على شراكة تثري الطالب وتؤهله للعمل بعد التخرج. بدورها، تمنت الطالبة روان الوافي أن تعقد اتفاقيات أكبر من المتوافرة الآن، خصوصا لشطر الطالبات مع مؤسسات صحفية أو جهات حكومية إعلامية تستطيع تقديم الكثير من الإمكانيات لقسم الاعلام، إضافة إلى تحويل القسم لكلية مستقلة على غرار كلية القانون المنتظرة قريبا. في المقابل، أوضح رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أنمار مطاوع بأن قسم الإعلام من الأقسام ذات الطابع الخاص، مشيرا إلى أنه القسم الأكثر تماسا مع المجتمع والمؤسسات الإعلامية التي تدير المجتمع. واعتبر الشركات الأكاديمية المتمثلة في إجراء الدراسات والأبحاث والمشاركة الفعلية من ذوي الاختصاص في التدريس الأكاديمي داخل الجامعة أو خارجها من الركائز التي لا غنى عنها، لافتا إلى أن الرغبة والجهود لا تزال تبذل لرفع هذه الشراكات وزيادتها خصوصا أن غالبية القطاعات الحكومية والأهلية ترغب في الحصول على موظف جاهز للعمل فورا دون الحاجة إلى تدريبه، وهذا يتطلب تكثيف التدريب العملي للطلاب والطالبات والمهم الموازنة بين النظري والتطبيقي حتى لا يأتي أحدهما على حساب الآخر.