كشفت دراسة مسحية حديثة أن 40 في المائة من طلاب المرحلة الثانوية لا يعرفون الفيروس المسبب لمرض المناعة المكتسبة الإيدز، وبينت الدراسة الميدانية التي تعد الأولى من نوعها عن فقر مناهج الدراسة الثانوية للتثقيف الجنسي المقنن للحد من انتشار الفيروس المسبب لمرض الإيدز بين الشباب.وتابعت الدراسة التي أجراها كل من الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني استشاري مكافحة العدوى ووبائيات المستشفيات مدير إدارة مكافحة عدوى المنشآت الصحية بصحة جدة ومساعده الدكتور نضال عبدالجليل طاشكندي على بعض المدارس الثانوية بمدينة جدة كعينة عشوائية لتقييم الوعي وقياس الدراية الكاملة بأسس انتقال والوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض الإيدز. وأوضح ل«عكاظ» الدكتور محمد حلواني أن الدراسة شملت فئة الصف الثالث الثانوي من الجنسين لتحديد مدى دراية هذه الفئة الهامة في المجتمع والتي تعد من الفئات العمرية المعرضة للإصابة بالمرض، وما هي أسباب جهلهم بها، ومن المسؤول عن التقصير في التوعية الصحيحة، وهل دور الوالدين والمدرسة والمجتمع إيجابي، وما هي أفضل طرق التوعية والتي يحتاج إليها هؤلاء الطلاب في هذا السن اليافع في إطار الدين الحنيف والعادات والتقاليد. ولفت إلى أن الدراسة التي أجريت على عينة مكونة من 708 طلاب وطالبات أن هناك نسبة تصل إلى 40 % من الطلاب لا تعلم اسم الفيروس المسبب لمرض الإيدز، وهذا غريب مع كل وسائل الإعلام المتاحة حاليا، وأن نسبة تصل إلى 27 % لا تعرف جميع طرق انتقال المرض (نقل الدم، الاتصال الجنسي، تعاطي المخدرات) وهذه النتيجة تعتبر كارثة، ويعني أن هناك نسبة غير قليلة من الشباب والشابات في خطر. بينما اتفق أكثر من 70 % من الطلاب والطالبات على اللجوء للإنترنت للحصول على المعلومات المطلوبة، وهذا فعلا يدق ناقوس الخطر، فقد تصل أيدي هؤلاء المراهقين إلى مواقع إباحية تجمل الشذوذ وتزيد الموضوع سوءا. وقال: «اختار فقط 11 % الوالدين للحصول على المعلومات المطلوبة لمعرفة المزيد عن هذا المرض، وهذا يدل على ضعف العلاقة وللأسف الشديد بين هذه الفئة من الشباب والشابات مع الوالدين». أما عند السؤال عن المسؤول عن هذا التقصير في نشر الوعي أفاد 54 % أن ذلك من مسؤولية المجتمع وأنه الملام الأول، وهو بالفعل كذلك بسب التكتيم بشكل عام عن الحديث في هذا الموضوع وعدم الخوض فيه ظنا أنه موضوع لا يجدر الحديث عنه لحساسيته مما يشجع هذه الفئة من الشباب عن البحث عن مصادر أخرى للاطلاع قد يكون البعض منها أصدقاء السوء أو المواقع الإلكترونية الإباحية أو حتى التجربة الشخصية، بينما وضع 22 % اللوم على المدرسة بسب خلو المناهج الدراسية الثانوية من الثقافة الجنسية المقننة وضعف ثقافة المعلمين في مثل هذه المواضيع، وكانت المفاجأة عندما طالب قرابة 66 % من الطلاب والطالبات بالتثقيف الجنسي المقنن تحت مظلة دينية معللين أن ذلك سيزيد الحماية من المرض.