«وللناس فيما تعشق.. مذاهب»، وللصيد كذلك أساليب متعددة، ومنها طرق غريبة توارثها الأبناء عن الآباء، وهي «الصيد بالعصا». وكشف طارق قراعة، الذي يعتبر أحد المحترفين في الصيد بالعصي، ان رحلة الصيد البرية تبدأ من الصباح الباكر، أو من بعد صلاة الظهر حسب ما اتفق عليه قبل الرحلة من قبل معديها متجهة إلى مكان يحدد من قبل الجميع، مشيراً إلى أن الرحلة تتكون عادة من 40 شخصا أو أكثر، حاملين معهم العصي، وهي طريقة غريبة توارثت عن الأجداد والآباء. التي كانت تعتبر من هواياتهم المفضلة ولم تندثر هذه الهواية حتى اليوم. وفي تفاصيل الصيد بهذه الطريقة، يقول محمد ناصر الحازمي: كل شخص يحمل أكثر من عصى في يده، وهناك أنواع خاصة للصيد، مشيراً إلى أن كل المجموعة يرأسها شخص خبير ومحترف يعرف آثار أقدام هذا الحيوان وأماكن تواجده ويقوم بإصدار الأوامر على الجميع وتوزيع الخطط في مكان الصيد. من جهته قال حسين الحازمي: تبدأ خطة الصيد بتقسيم الأشخاص إلى مجموعتين، المجموعة الأولى وتسمى «منحشين» تسير هذه المجموعة بين الأشجار وتقوم بإصدار أصوات وترمي الأحجار لإخراج الأرانب من بين الأشجار وفي الغالب هذه المجموعة لا تصيد والمجموعة الثانية وهي الأكثر عدداً تسير على شكل دائرة يكون قطرها أكثر من 500 متر حول الأشجار لمحاصرة الأرانب وأثناء خروجها تصادف المجموعة الواقفة في الدائرة التي تحيط بالموقع وأثناء اقترابها منهم يطلقون عليها العصي، أما المحترف الذي لا يخطئ في التصويب فيكون الصيد من نصيبه، مبيناً أنه في بعض الأحيان تستطيع الفريسة الهرب من العصي والعودة إلى جحورها. وفي أثناء الصيد تحدث مشاكل، حيث يتصادف بأن أكثر من عصى صوبت نحو الأرنب وأصابتها، وكل شخص يدعي أنه صاحب الإصابة، ولكن هناك علامات تظهر على الفريسة، تحدد العصا التي أصابتها أولا، وفي النهاية تكون الابتسامة هي السائدة على وجوه الجميع، كذلك نصادف أثناء الصيد ثعابين سامة أو حيوانات مفترسة وبتكاتف الجميع يتم قتلها أو هروبها من الموقع. ومع غروب الشمس يعود أفراد الرحلة إلى حيث أتوا، حاملين معهم الصيد الوفير، وكل شخص يهتم بما اصطاده من الأرانب وبنظافتها وشويها في منزله مع أسرته. في المقابل اختتم أحمد داحش «نحن نصطاد لكي نأكل وليس مجرد عبث».