أكثر عبارة ترددت على أنظارنا وقرأها الصغير والكبير وتعلمها الجاهل حتى الطفل أتقنها حين دخولنا لأي محل تجاري هي عبارة (البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل) من كثرة ما ذكرت هذه العبارة، وعلقت على لافتة في أكثر من زاوية وداخل كل المحلات التجارية لدرجة أننا حفظناها مثل أسمائنا تماما وظننت للوهلة أنها شرط أساسي من شروط تصاريح البلدية لفتح المحلات، وهناك من أصحاب المحلات من هو حنون ومقدر لظروف غيره فقد استبدل تلك العبارة بعبارة (الترجيع خلال 24 ساعة والاستبدال خلال ثلاثة أيام) ياعيني على الطيبة الزايدة، واليوم وبعد كل هذه التنبيهات ولفت النظر للمشتري جاءت وزارة التجارة الله يحفظها لتصدر قرارها للمحلات التجارية بإلغاء هذه العبارة تماما ومنعها وسيتم تطبيقها من بداية العام الهجري الجديد، عندها تذكرت المثل القائل (جاك الموت يا تارك الصلاة) أتوقع أن يكون هذا القرار بمثابة صاعقة كهربائية على التجار والبعض منهم سيظهر تجاهله بعدم العلم بالقرار وكأن شيئا لم يكن، والبعض الآخر ربما قد يصل بهم الأمر إلى استبدال محلات بيعهم من تجزئة إلى جملة، كيف لا ومنهم لا هم له غير تصريف البضاعة والتخلص منها وشعارهم (الفلوس اللي تدخل ما تخرج)، لكن بعد قرار الوزارة ستنقلب المعادلة 180 درجة. وها هي السنة الجديدة بدأت وما زالت هذه اللافتة موجودة ولم تستبدل حتى بعبارة (البضاعة المباعة ترد وتستبدل) فهل سيستطيع أصحاب المحلات التخلي عنها، وهل ستفرض الوزارة غرامات لمن لم يلتزم بالقرار؟ كل شيء سيتضح في الأيام القادمة. رانية العمودي (جدة)