تستعد العاصمة المصرية وبعض المدن لتظاهرات مليونية اليوم دعت إليها قوى وأحزاب المعارضة ضد قرارات الرئيس المصري محمد مرسي، في حين أعلن حزبا النور السلفي والحرية والعدالة وقف مظاهرة تأييد للإعلان الدستوري. في الوقت الذي أعلن ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة المصرية مساء امس انه لن تكون هناك تعديلات على الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس مرسي، وذلك في ختام اجتماع ضم الرئيس المصري مع وفد من القضاة في محاولة لإيجاد مخرج من الازمة السياسية العنيفة التي فجرها اعلان دستوري اصدره ومنح نفسه بموجبه سلطات مطلقة. وقال المتحدث الرئاسي المصري «لا تعديلات على الاعلان الدستوري»، إلا أنه اضاف ان الرئيس المصري شرح للقضاة ان «التحصين هو على القرارات السيادية». وأضاف علي أن الرئيس أكد للمجلس أن المقصود بالمادة الثانية من الإعلان الدستوري، الخاصة بتحصين قرارات رئيس الجمهورية، هو قصرها على أعمال السيادة وما يتصل بها من قرارات، وأن المادة مؤقتة ينتهي العمل بها بعودة السلطة التشريعية ممثلة في برلمان منتخب. وقال علي في وقت لاحق للصحافيين «الإعلان الدستوري ليس فيه أي تغول على السلطة القضائية». كما نفى أن تكون الهيئة الاستشارية للرئيس رفضت الإعلان الدستوري. إلى ذلك، دعا 15 حزبا وحركة سياسية الشعب المصري الى تنظيم مسيرات مليونية حاشدة اليوم، وذلك من أجل اسقاط الإعلان الدستوري. وأكدت هذه القوى أنها بدأت اعتصامها بميدان التحرير لحين التراجع عن قرارات مرسي. وقال المعارض المصري البارز حمدين صباحي امس ان الاحتجاجات بميدان التحرير ستستمر لحين اسقاط الاعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي موسعا سلطاته. في حين قررت جماعة الاخوان المسلمين والاحزاب السلفية امس الغاء التظاهرة التي كانت قررت تنظيمها اليوم في القاهرة «لتجنب الاحتكاكات والاشتباكات» مع التظاهرة التي تنظمها ايضا القوى المعارضة للإعلان الدستوري. وقال متحدث باسم حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين) ان الحزب أجل مظاهرة حاشدة كان مقررا تنظيمها اليوم لتأييد الاعلان الدستوري، بعد أن ثارت مخاوف من اشتباك بين مشاركين في المظاهرتين. ومن جهته، أكد المعارض المصري محمد البرادعي في مقابلة صحفية رفضه لأي حل وسط، قائلا «عشت طوال عمري أعمل من أجل التوصل إلى حلول وسط للقضايا الدبلوماسية. لكن لا حلول وسط في المبادئ». وردا على سؤال حول ما إذا كان الرئيس مرسي أصر على موقفه، قال «سنصر على موقفنا مهما مضى الزمن وبلغت التضحيات». وأضاف أنه لن يندهش إذا نزل الجيش إلى الشوارع مرة أخرى ليمارس مسؤوليته في منع الفوضى. وحذر من تطور الأمور إلى حرب أهلية.