أكدت مصادر سودانية مطلعة ل «عكاظ» أن وتيرة الحياة تسير في العاصمة السودانية الخرطوم بشكل طبيعي دون أن تظهر أية مؤشرات لتواجد عسكريين أومعدات عسكرية في الشوارع والجسور، على عكس ما يحدث عادة عقب أية محاولة انقلابية، لافتة إلى أن ما كشفت عنه السلطات يأتي امتدادا للصراع الذي برز بين الإصلاحيين والمحافظين في مؤتمر الحركة الإسلامية السودانية الأسبوع الماضي، وتصفية حساب بين الجناحين. واستمع المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني«الحاكم »في اجتماع برئاسة الرئيس عمر البشير إلى تقرير عن المحاولة الانقلابية. وأكد علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية هدوء واستقرار الأحول الأمنية بالبلاد موضحا في جلسة مجلس الوزراء أن التحريات بدأت مع المتورطين لمعرفة الحقائق وكشف أبعاد المخطط التخريبي. وفيما تركزت التحقيقات مع قادة المحاولة من عسكريين ومدنيين على مدى تغلغلهم وسط قوات الجيش والأمن والدفاع الشعبي، وجه نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج آدم تهديدا للانقلابيين، قائلا في لقاء جماهيري بمدينة بورتسودان «لا مجال لهم في أن يندسوا داخل القوات النظامية.. ومثل هذه المحاولات ستعامل بحزم». وتابع: «إن المحاولة التي أحبطتها السلطات رسالة للقوى السياسية المعارضة التي تخطط للتخريب». وفي المقابل، دعا تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض من أسماهم، «شباب الحركة الإسلامية الثائرين»، إلى الانضمام للمعارضة، مؤكدا أنها بصدد اتخاذ إجراءات فعالة لتعبئة الجماهير وقيادة التغيير الجذري. وقال رئيس التحالف فاروق أبوعيسى، في مؤتمر صحفي مشترك مع زعيم الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب: «إن المعارضة تمد يدها لشباب الحركة الإسلامية الثائرين والتواقين إلى الحرية والتغيير من أجل تخليص السودانيين من سياسات المؤتمرالوطني الأحادية». واعتبر الخبير الأمني السوداني اللواء متقاعد محمد العباس الكشف عن المحاولة الانقلابية «مؤشرا لأمور خطيرة جدا». وقال إن مثل هذه التطورات اختفت خلال الأعوام الماضية وظهورها في هذا التوقيت يعطي مؤشرات كثيرة يمكن قراءتها متصلة باعتبارها جزءا من سلسلة أحداث ومتغيرات متوقعة في المستقبل القريب. وأشار العباس إلى دار في أروقة مؤتمر الحركة الإسلامية السودانية الثامن، قائلا إن شعار الإصلاح الذي رفعه القيادي غازي صلاح الدين في المؤتمر كان بمثابة الإعلان عن انقسام داخلي، ووجد تأييدا ومساندة من قبل شباب الإسلاميين المتشوقين للإصلاح، إلى جانب التحركات الظاهرة والمستترة لمجموعة شباب المجاهدين «مجموعة سائحون»، التي تتطلع للإصلاح وتوحيد شقي الحركة الاسلامية السودانية. وكان وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان أعلن عن اعتقال 13 شخصا متورطين في مؤامرة ضد أمن الدولة، بينهم الفريق متقاعد صلاح قوش مدير جهاز الاستخبارات السابق واللواء عادل الطيب من جهاز الأمن والاستخبارات الوطنية والعميد محمد إبراهيم في القوات المسلحة.