فشلت خمسة أندية أوروبية من تأكيد عبورها لدور الستة عشر في منافسات دوري أبطال أوروبا في الوقت الذي اتضحت ملامحه بشكل كبير، وقطعت فرق ريال مدريد ودورتموند وفالنسيا وباريس سان جيرمان والأرسنال وبرشلونة وبايرن ميونخ وشالكة ومانشستر يونايتد وملقا وميلان تذاكر التأهل وتخوض مواجهات الجولة الأخيرة من قبيل شرف المنافسة وتحديد مراكز الترتيب لا أكثر، في الوقت الذي أوشك فيه حامل اللقب السابق تشيلسي مغادرة السباق بعد الهزيمة بثلاثية أمام اليوفي الذي اقتنصت شراكه فوزا ثمينا قد يمنحه حق المضي للأدوار التالية، وخرج مانشستر ستي بعد مواجهة مارثونية على ملعبه كان أكبر مفاجآت هذه الجولة التي نرصد حصيلتها في التقرير التالي: الستيزينز أول المغادرين أصبح مانشستر سيتي الإنجليزي أول الكبار المغادرين للبطولة رغم أنه حقق تعادلا مثيرا مع ريال مدريد الإسباني في ملعب الاتحاد أول أمس بهدف لكل فريق في الجولة قبل الأخيرة، ولم تمكنه أموال الإمارتيين من تحقيق ذات الإنجاز المحلي على مستوى البطولة التي ووضعها هدفا لكنه في نهاية الأمر قدم مواجهة مميزة، حرم بها الملكي من فرصة المنافسة على صدارة المجموعة مع بوروسيا دورتموند الألماني ليتأهل الفريق الإسباني لدور ال 16 بصفته الوصيف، حيث قدم الريال أداء متباينا في البطولة لكنها حضر بشكل مميز في المواجهة وقاوم ظروف النقص في أصعب المواجهات. وارتفع رصيد الريال للنقطة الثامنة بالمركز الثاني، خلف دورتموند المتصدر برصيد 11 نقطة، ثم أياكس أمستردام الهولندي الذي غادر هوى الآخر المنافسة وبقي برصيد 4 نقاط في المركز الثالث متقدما على صاحب الأخير الستيزين الذي يأتي برصيد 3 نقاط من ثلاثة تعادلات. وسيحل أياكس ضيفا على الريال في سانتياجو برنابيو خلال الجولة المقبلة، بينما يسافر مان سيتي لألمانيا لمواجهة دورتموند، بعد أن ضمن الفريق الألماني التأهل رسميا كأول المجموعة بغض النظر عن نتيجة مباراته القادمة مع سيتي الذي مازال لديه الأمل في التأهل للدوري الأوروبي. ميلان يصحح الأوضاع لم يأبه اللومباردي بأوجاعه المحلية وحاول تفادي حمى الإخفاقات في البطولة القارية واستفاد كثيرا من صحوته المحدودة محليا في ضمان مقعد له في دور الستة عشر قد يعيد من خلاله ترتيب الأوراق من جديد، فضمن فعاليات المجموعة الثالثة حل ميلان ضيفا على أندرلخت البلجيكي في موقعة إثبات الذات له رغبة في إنقاذ موسمه الأوروبي ونجح في ذلك بعد البداية الضعيفة له في المجموعة ، فعاد الريسونيري بفوز ثمين من الأراضي البلجيكية بثلاثة أهداف مقابل هدف عزز مركزه الثاني في المجموعة وضمن به تأهله إلى الدور المقبل فيما سيكون أمام أندرلخت صراع مع زينيت على المركز المؤهل إلى الدوري الأوروبي، وواصل النجم ستيفان الشعراوي تألقه بعد أن دك مرمى أندرلخت في الدقيقة 47 ليمنح فريقه التقدم قبل أن يضيف المدافع فيليب مكسيس الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 71 قبل أن يقلص أندرلخت الفارق في الدقيقة 78 عير دي سوتير وتمكن النجم أليساندرو باتو من إضافة الهدف الثالث لفريقه في الدقيقة 90 ليمنح فريقه 3 نقاط هامة وبطاقة التأهل إلى الدور المقبل. وفي ذات المجموعة قطع ملقا بطاقة العبور بفوزه على زنيت سان بطرسبرغ على الأراضي الروسية وتصدر بعد مباراة مصيرية لرجال المدرب سباليتي كانت المباراة متقاربة بين الفريقين، أعلن بها تأهله إلى الدور المقبل. البارسا ينافس نفسه في المجموعة السابعة استعاد العملاق الإسباني برشلونة هيبته وتجاوز عثرته المفاجئة في الجولة الماضية، وحسم أمر تأهله الذي تأخر على غير المعتاد حين تمكن من إذابة جليد روسيا وصعق لاعبوه وعلى رأسهم النجم العالمي ليونيل ميسي سبارتاك موسكو بثلاثية نظيفة، وتمكن البرشا من ضمان التأهل إلى الدور المقبل أولا، ولم يجد البرشاخلال مواجهات المجموعة صعوبة في بسط سيطرته وسنحت الفرصة للبلوغرانا لحسم تأهله منذ جولتين لكنه وقع في فخ سلتيك، وخلال المواجهة الأخيرة أضاف نجمه ليوينل ميسي هدفين جديدين أكد بهما الهيمنة الكبيرة للبلوغرانا وصل إلى هدفه ال80 في الموسم في كافة المسابقات وبقي لديه 5 أهداف لمعادلة الرقم التأريخي للبومير الألماني غيرد مولر. وتأجل حسم المقعد الثاني في المجموعة إلى الجولة الأخيرة حيث لم ينجح نادي سلتيك الأسكتلندي وهو يحل ضيفا على بنفيكا البرتغالي في استاد النور نادي في حسم تأهله وكان بحاجة إلى تحقيق فوز لخطف المركز الثاني، وكان يحاول الخروج بنتيجة جيدة لضمان تاهله واستطاع بنفيكا من اسعاد جماهيره بعد أن حقق الفوز بهدفين مقابل هدف وتمكن من منح النقاط الثلاث لفريقه ليتساوى معه بالنقاط ويؤجل الحسم. استراحة مرور للشياطين بدا أن طريق الشياطين الحمر سالكا إلى الدور الثاني فكان أول من وضع قدمه في هذا الدور وقبل جولتين من نهاية دوري المجموعات، وترك الصراع بين منافسيه غلطة سراي وكلوج، وحل ضيفا في الجولة الأخيرة على النادي التركي بالتشكيلة الثانية، فيما دخل نادي غلطة سراي المباراة وعينه على النقاط الثلاث لاستمرار صراعه مع نادي كلوج على المركز الثاني في المجموعة واستطاع الأخير تحقيق فوز ثمين ضمن له النقاط الثلاث في المباراة ليؤجل حسم المركز الثاني مع كلوج إلى المرحلة الأخيرة. بينما أجهز كلوج على سبورتينغ براغا وزاد معاناته بعد أن قاده إلى هزيمة جديدة قضت على أحلامه في إمكانية التأهل إلى الدور المقبل في دوري الأبطال بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف. سقوط البلوز وثورة اليوفي صدم الأزرق الإنجليزي محبيه وجماهير وفاجأ الرياضين بسقوطه الباهت في دوري الأبطال الأوروبي الذي يحمل لقبه، وظهر حملا وديعا قبيل أيام من خوضه غمار المونديال، ودفع ثمن المباريات الكبيرة المتتالية باهظا فخسر إلى حد كبير فرصة العبور إلى الدور التالي وأطاح ذلك برأس المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو، وصعب اليوفنتوس بثلاثية نظيفة من وضع الفريق الإنجليزي وأقحمه في خطر الخروج المبكر من دور المجموعات وهو إن حدث سيكون أول حامل لقب يخرج من الدور الاول، إذ أصبح في المركز الثالث برصيد 7 نقاط ويبقى له لقاء مع نورشلاند الضعيف، أما المتصدر شاختار دونستيك الأوكراني فيملك 10 نقاط، وسيواجه وصيفه يوفنتوس الإيطالي لتحديد هوية المتأهل، وحينها سيكون تشيلسي في انتظار ما تؤول إليه نتيجة هذا اللقاء. وهذه النتائج للفريق الإنجليزي تؤكد أن المدرب المثال دي ماتيو ليس مدرب النفس القصير، وأصبح البلوز معه بخطر كبير وهم بحاجة كبيرة للعودة إلى مصاف الكبار وتخطي إصابة القائد جون تيري وعقم فرناندو توريس التهديفي. فيما عاد اليوفي بانتصاره إلى الواجهة وسيضمن له الفوز على المتصدر العبور في الجولة المقبلة بينما لا يظهر أن الفريق الأوكراني سيكون بعيدا عن خطف إحدى البطاقتين. بورتو وجيرمان يحسمان الأولى لم يكن الصراع على أشده في المجموعة الأولى ونجح نادي بورتو البرتغالي على أرضية ملعب الدراغاو وهو يستضيف دينامو زغرب متذيل الترتيب من المصادقة على تميزه وتأهله، بعد أن كان يسعى لضمان المركز الأول وتأهله إلى الدور المقبل ، فعزز من صدارته للمجموعة بعد أن الحق الهزيمة بضيفه بثلاثية نظيفة. في المقابل نجا الفريق الباريسي سان جيرمان من فخ دينامو كييف الأوكراني وتمكن لافيتزي من قيادة الفريق الفرنسي إلى تحقيق الفوز على دينامو كييف بهدفين دون رد ليضمن تأهله إلى الدور المقبل وكانت المباراة متقاربة بين الفريقين ولكن نجاعة الباريسين كانت أكبر لينجح المدرب كارلو أنشيلوتي بقيادة فريقه إلى الدور الثاني من البطولة. صحوة المدفعجية أفلت الأرسنال من شراك التعثر الذي أصاب في البريمرليغ ونجح ضمن المجموعة الثانية في تأمين مروره للدور التالي حين استضاف على ملعب الإمارات ضيفه مونبيليه الفرنسي، وعاد إلى سكة الانتصارات ونجح في تعميق جراح نادي مونبيليه بعد أن ألحق به هزيمة أخرى بهدفين دون رد وبهذا الفوز نجح أرسنال في تعزيز مركزه الثاني في المجموعة وأقصى الفريق الفرنسي عن البطولة. فيما تمكن نادي شالكه من تعزيز صدارته للمجموعة وضمان تأهله إلى الدور المقبل بعد أن أسقط نادي أولمبياكوس بهدف وحيد دون رد سجله مدافعه فوكس في الدقيقة 77 بعد أن نجح في السيطرة على أجواء المباراة بشكل كبير وسنحت له العديد من الفرص فيما خيب أولمبياكوس آمال جماهيره وسط فورة الألمان على أرضهم. واصل فالنسيا الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني تأكيد حضورهما الممتع في دوري الأبطال وقطعا بطاقتي العبور، بتعادلهما بهدف على ملعب ميستايا أمام نحو 45 ألف متفرج، ورفعا رصيدهما إلى 10 نقاط مقابل 6 نقاط لباتي بوريسوف البيلاورسي، إذ لم يخسر بايرن في 8 مباريات ضد فالنسيا سوى مرة واحدة كانت في الدور الأول من كأس الاتحاد الأوروبي ثلاثية عام 1996. وكان فالنسيا ضمن تأهله قبل انطلاق مباراته مع بايرن عندما وجه ليل الفرنسي ضربة قاسية لآمال باتي بوريسوف البيلاروسي لبلوغ الددور الثاني بفوزه عليه في عقر داره 2 - صفر على ملعب دينامو في مينسك أمام 17 الف متفرج. وهذا الفوز الأول لليل بعد 4 خسارات متتالية وهو فقد آماله باحتلال المركز الثالث المؤهل ألى مسابقة الدوري الأوروبي، في حين تجمد رصيد بوريسوف عند 6 نقاط في المركز الثالث بعد تلقيه خسارة ثالثة على التوالي.