شعر السوريون للوهلة الأولى بعد مضي أكثر من عام ونصف العام على الانتفاضة بأنهم باتوا تحت سطوة الجلاد، خصوصا وأن المجتمع الدولي لم يفلح في وقف القتل وإراقة الدماء. إلا أن ما جرى مؤخرا من إعلان دول مجلس التعاون الخليجي اعترافها بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تأسس في الدوحة الأحد «باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري» بعث فيهم الأمل في تحرك دولي يناصر قضيتهم ضد العدوان ويدفع بثورتهم نحو تحقيق النصر. ولم يخف أبناء الجالية السورية امتنانهم وفرحتهم بهذا باعتراف مجلس التعاون الخليجي، بعد أن تقطعت بهم السبل وظنوا أن العالم قد تخلى عنهم في أحلك الظروف. مشيرين إلى أن هذا الاعتراف فاق كل التوقعات وأعطى للشعب السوري حقه وأنصفه خصوصا بعبارة «الممثل الوحيد للشعب السوري». وقال خليل الجلد الناطق باسم رابطة جالية الثورة السورية في جدة في بيان للجالية (حصلت «عكاظ» على نسخة منه) «إن أبناء الجالية السورية في المملكة يؤيدون ويدعمون تشكيل ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية بقياداته المنتخبة، ونخص منها الشيخ أحمد معاذ الخطيب والسيد الدكتور جورج صبرا والسيد رياض سيف، وننتظر منهم أفعالا حقيقية ومسؤولة لإنهاء معاناة أهلنا في الداخل والخارج ومواكبة وقيادة ثورتنا العظيمة حتى النصر المرتقب بإذن الله». وثمن خليل الدور الخليجي وخصوصا دور المملكة في الاعتراف، معتبرين أنه موقف أخلاقي وإنساني، قبل أن يكون سياسيا بالنسبة لأبناء الجالية. لافتا إلى أن سوريا الجديدة لن تنسى هذه المواقف النبيلة والشجاعة. وأضاف: «ليس غريبا على دول الخليج، وبالتحديد المملكلة، أن تعترف بالائتلاف الوطني، فمن يقف إلى جانب الشعب السوري طوال الفترة الماضية بالطبع نتوقع منه الكثير، فالمملكة كانت من أوائل الدول المساندة للاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا، فضلا عن قبولها أبناء السوريين المقيمين بطريقة الزيارة في مدارسها». أما جمال أبا زيد أحد المؤسسين لرابطة الجالية، فرأى أن الموقف الخليجي كان فاتحة خير على الائتلاف الوطني السوري، مشيرا إلى أن الاعترافات توالت بالائتلاف بعد اعتراف دول مجلس التعاون، مؤكدا دور المملكة المؤثر في المعادلة الإقليمية والدولية. وأضاف أن المساندة التي حظي بها الشعب السوري من المملكة على المستوى السياسي والإغاثي كانت وما زالت مركز قوة وثقة للسوريين، منوها بالتسهيلات التي تقدمها حكومة المملكة للسوريين المقيمين، معربا عن أمله أن تتحرر سوريا من نظام الطغيان، لتتمكن من تأكيد توطيد العلاقة مع المملكة ودول مجلس التعاون. فيما قال المهندس عبدالرحن عباس، إن الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري يشكل بداية النهاية لنظام بشار الأسد، مبديا أمله أن تنتهي الأزمة ويتمكن السوريون من العودة إلى بلدانهم لإعادة إعمارها. وثمن مواقف دول الخليج الداعمة للشعب السوري، مشيرا إلى أنه منذ البداية وقفت المملكة موقفا أخلاقيا ينطلق من القيم الإسلامية وحرصت على وقف نزيف الدم، مؤكدا أن المستقبل سيحمل علاقات أكثر عمقا بين المملكة وسوريا.