قال المركز السوداني للخدمات الصحفية المقرب من الدوائر الحكومية إن السلطات احبطت فجر الخميس مخططا تخريبيا يهدف الي احداث اضرابات امنية بالبلاد تقوده شخصيات من القوي المعارضة. وافاد المركز نقلا عن مصدر بجهاز الامن والمخابرات الوطني لم يسمه الجهات المختصة بدأت مباشرة الاجراءات الامنية والتحقيقات مع شخصيات مدنية وعسكرية ذات صلة بالمخطط بعد القاء القبض عليهم. ولم يكشف المصدر عن هوية الشخصيات التي جرى اعتقالها، مكتفيا بالقول "إن الجهاز ظل يتابع حلقات المخطط التخريبي الساعي الي زعزعة الاستقرار والامن بالبلاد" . وشوهدت في الساعات الأولى من فجر امس عملية انتشار أمني كثيف للقوات الأمنية والشرطية تمركزت في الجسور ومداخل شوارع الخرطوم الرئيسية. وقال شهود "شاهدنا شيئاً غير مألوف في الخرطوم وهو تحرك أربع مدرعات ودبابتين في شارع عبيد ختم شرقي العاصمة متوجهة ناحية وسط المدينة". وبدت الإجراءات الأمنية عند وزارة الدفاع ومقر المخابرات ومبان أخرى عادية في الساعات الأولى من الصباح. وقال شاهد عيان انه رأى خلال الليل دبابات وآليات نقل جنود تسير في العاصمة. وقال المركز ان "اجهزة الامن والمخابرات احبطت فجر الخميس مؤامرة تستهدف امن" الدولة. واضاف ان "هذه المؤامرة هي بقيادة مسؤولين في احزاب المعارضة". واوضح مصدر للمركز ان السلطات تحقق في ضلوع الطاقم العسكري والمدني على السواء. لكن ناطقا باسم ائتلاف احزاب المعارضة فاروق ابو عيسى رفض اي علاقة بهذه القضية. وقال ابو عيسى "لقد سمعنا عن هذا الامر وهذا امر خاطىء. نحن نؤيد تغييرا ديموقراطيا وسلميا للسلطة" عبر الاضرابات والتظاهرات لاسقاط النظام الاسلامي بقيادة الرئيس عمر البشير الذي يتولى رئاسة البلاد منذ 23 عاما. واضاف هذا المعارض "الحكومة تعرف هذا الامر جيدا". وتولى عمر البشير السلطة في انقلاب عسكري في 1989 واطاح بالحكومة المنتخبة ديموقراطيا ونصب مكانها نظاما اسلاميا. وصدرت بحقه منذ 2009 مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في دارفور بغرب البلاد التي تشهد حربا اهلية منذ 2003. وقال محلل سوداني رفض الكشف عن اسمه "الكثير من الناس يقولون ان 23 عاما في الحكم، طويلة ويتساءلون حول الفارق بين البشير ومبارك والاسد" في اشارة الى الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي اطيح به من السلطة في شباط/فبراير 2011 بضغط الشارع والرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه حركة احتجاج شعبية منذ اذار/مارس 2011. وروى شاهد انه رأى دبابات وناقلات جند تجوب المدينة. وقال الشاهد الذي فضل عدم الكشف عن هويته "كنت في جادة عبيد ختم (جنوب شرق العاصمة) قرابة الساعة 2,00 (23,00 تغ) حين رأيت دبابات ومدرعات تنقل عسكريين وتجهيزات متوجهة الى وسط تلك المنطقة". وجادة عبيد ختم هي شارع رئيسي يربط المطارين العسكري والمدني في الخرطوم بمباني الحكومة في وسط المدينة. وصباح امس لم تكن هناك اية مظاهر تعبئة عسكرية في العاصمة. واعلن عن احباط المؤامرة بعد ساعات على تأكيد الجيش السوداني الاربعاء شن غارة جوية قرب سماحة وهي منطقة حدودية متنازع عليها مع جنوب السودان اقام فيها متمردون من دارفور معسكرا. وقال المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد في بيان "هاجمنا الرقيبات الواقعة على بعد 40 كلم شمال الحدود الدولية مع جنوب السودان و10 كلم شمال سماحة"، متهما المتمردين بالاستفادة من "دعم كبير" من جانب جنوب السودان. واعلنت جوبا من جهتها ان جارها الشمالي قصف سوقا على اراضي جنوب السودان، من دون توضيح اسم المنطقة بالتحديد. وسماحة، احدى المناطق الخمس التي يتنازع عليها السودان وجنوب السودان تعتبرها الخرطوم جزءا لا يتجزأ من ولاية دارفور (غرب). ولم تتمكن الدولتان من تسوية خلافاتهما حول هذه المناطق رغم الوساطة التي قام بها الاتحاد الافريقي التي ادت في ايلول/سبتمبر الى توقيع اتفاقات امن تنص على اقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح على حدودهما. والخرطوموجوبا لم تتمكنا من الاتفاق على الاجراءات العملية لتطبيق هذه الاتفاقات كما اعلن الاتحاد الافريقي في 10 تشرين الثاني/نوفمبر.