بكل تواضع أوضح الناقد والأديب سعيد مصلح السريحي انه لم يقدم في المجالين النقدي والصحافي الكثير، منوها في ليلة الاحتفاء به في إثنينية عبدالمقصود خوجة البارحة، بأن تقاعده من عمله الصحفي أعطاه فسحة وأكثر اقتدارا على إدارة الوقت، لكنه قال: «لا اعرف وصفا لنفسي، ولا اعرف أين أجدها؛ هل أنا قاص أم شاعر أم غير ذلك». السريحي في حديثه عن تجربته النقدية والأدبية والصحفية أشار أنه يشعر باللوم حين سماعه للمادحين، مقدما شكره لأساتذته في المرحلة الابتدائية الذين أغلبهم من قطاع غزة، وحول صعوبة فهم اللغة الثقافية للجماهير، قال: «إن المشكلة غير معروفة هل هي من الجماهير أم من فئة المثقفين»، لافتا إلى أن عدم فهم النصوص والأدب ترجع المشكلة إلى مستوى فكر القارئ. وفي الأمسية التي أدارها الإعلامي محسن العتيبي، تطرق المحتفى به الناقد سعيد السريحي إلى العمل الصحفي وقال ردا على تحول مسمى صحيفة (الندوة)، إلى مسمى (مكة): لو تحولت إلى مسمى مكة لاكتسبت قداسة ونجحت، لافتا إلى أن محدودية النشر تتسع في كل وقت، وأن العاملين في المجال الصحافي باتوا يدركون أنه فتحت اليوم أمامهم أبواب للنشر لم تكن متاحة قبل عشر سنوات، وردا على من يقف أمام المستقبل عموما كمن منعه درجة الدكتوراه: «لن يرحمهم التاريخ»، ثم اسمع الحاضرين أبياتا من شعره. وفي كلمته، قال مؤسس الإثنينية عبدالمقصود خوجة : «نحتفي الليلة بمدرسة نقدية ذات جذور وفروع، إذ إن السريحي له رؤية أدبية وثقافية»، لافتا إلى أنه ذو منهجية نقدية فهو يدعو إلى إمعان النظر والقدرة على النفاذ لا قراءة الإرث التاريخي، وذكر أنه ساهم في تشكيل ثقافة نقدية لاقت ترحيبا في المشهد السعودي الثقافي فكان لكتابه النقدي: (الكتابة خارج الأقواس) صدى فكري عميق. وفي مداخلته أثنى الدكتور عبدالمحسن القحطاني على جهود السريحي وأخلاقه، قائلا: «هو من القلائل في العالم العربي ممن يملك ناصية الشفافية واللغة»، وأضاف «متميز في تعامله مع النصوص الأدبية». أما الدكتور عبدالله مناع فتطرق إلى محطات من حياة الناقد سعيد السريحي كمحطة أدبية جدة، والمحطة الصحافية التي ابتدأت وانتهت في صحيفة عكاظ، أما الكاتب عبدالله فراج الشريف فنوه بجمالية كتابة السريحي خصوصا: (الكتابة خارج الأقواس)، واحتراف السريحي للمجال الصحافي، وقال: «إنه ثابت على مبادئه»، لافتا إلى أن ما أنتجه يجعله ناقدا ذا مستوى رفيع، من جهته، بين الكاتب أحمد عائل فقيهي ان السريحي ناقد بارز، مشيرا الى انه عندما قابله أول مرة اتضح له أنه مختلف، وقال عن تجربته مع السريحي في العمل الصحفي: إنه المحرك في العمل الصحافي إذ يمزج العمل الثقافي بلغة راقية.