استأنفت إثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة نشاطها مساء الإثنين الماضي، بعد توقف دام أشهراً، باستضافة الدكتورة حياة سندي، وسط حضور لافت. وتطرق خوجة في الإثنينية، التي أدارتها الإعلامية دلال عزيز ضياء، إلى مسيرة سندي العلمية والفكرية ومنجزاتها، مشيراً إلى أن نشاطها في البحث العلمي «كمشروع إسهام في خدمة الإنسانية، إضافة إلى مشاركتها الحيوية المتدفقة في نشاطات أخرى تستهدف غايات إنسانية نبيلة». وقال خوجة إن هذه هي المرة الأولى، «ولن تكون الأخيرة في بداية مواسمها، تبدأ الإثنينية بالمرأة، فهنّ رائدات في مجالاتهن العلمية والفكرية والثقافية»، مضيفا: «حرصت كل الحرص أن نبدأ هذا الموسم بامرأة». وتذكر صاحب الإثنينية في كلمته أسماء الكتاب والمثقفين الذين غادروا عالمنا خلال توقف الإثنينية. واختتم كلمته بالتأكيد على أن الاحتفاء بالباحثة السعودية «يسهم بقدر يسير في إذكاء التساؤل عن موقع العلم والعلماء في محيطنا العربي، وكيف السبيل لإيقاف هجرة الأدمغة العربية الخلاقة إلى الغرب؟». وتحدثت الدكتورة سندي حول سيرتها الذاتية ونشأتها وبيئتها، وقالت إن لوالدها دوراً كبيراً في توفير مناخ العلم، إذ نمّى في داخلها أمل أن تكون عالمةً كالعلماء الأوائل. واستعرضت حياتها في مكةالمكرمة، وذكرت الأسباب التي كادت أن تعوقها عن تحقيق طموحاتها العلمية. كما أشارت إلى الأيام القاسية التي عاشتها أثناء دراستها في بريطانيا بجامعة كنغز كوليدج، إذ واجهت، كما تقول، تهكمات وإحباطات. ومما ذكرته في هذا الخصوص، أن أحد أستاذتها الجامعيين قال لها مباشرة: «إنك ستفشلين، لأنك تلبسين الحجاب، ولن يستغرق وجودك معنا سوى ثلاثة أشهر». لكنها تصدت له «بقوة وثبات وصمود». وفي ختام حديثها أعلنت سندي أنها تهدي اختيارها سفيرة ل «اليونيسكو» إلى المرأة السعودية وإلى نساء العالم، داعية إياهن إلى النهوض بأحلامهن، والعمل على تحقيقها. وشهد التكريم عدداً كبيراً من المداخلات التي أسهم بها عدد من الأكاديميين والباحثين والأدباء. وتساءل الدكتور عبدالله مناع: متى يتم الاحتفاء بخوجة، الذي كرم واحتفى بشخصيات كثيرة؟ لافتاً إلى أن هناك من يرغب في تكريمه. ورد عليه خوجة قائلاً في ما يشبه المزاح: «جوابي على هذه الرغبة سأبعثه بالبريد»، وقال: «إن الاحتفاء الحقيقي هو حضوركم». وأشار إلى أن الإثنينية ستكرم في الأسبوع المقبل الدكتور سعيد السريحي، كما ذكر أن نشاطات الإثنينية ستبث عبر «يوتيوب».