حمل الشهر الأخير من العام الهجري 1433ه بعض الحوادث الطبيعية منها والعارضة التي حطت بظلالها على أولويات ما يتم مناقشته عبر وسائل الإعلام، وهذه الحوادث سنة الله وقضاؤه الذي لا راد له سواه، ففي غرب الوطن راحت ضحايا في سيول تمايا، وفي شرقه التهم الحريق حفل (بقيق) وخلف حرقة في الفؤاد، وانفجار صهريج الغاز في الرياض وذهب بحياة أكثر من 22 ضحية.. مثل تلك الأحداث تجعلنا نعيد واقع تعامل الأجهزة ذات الصلة بالحوادث والكوارث ولعل على رأس تلك الأجهزة يقف الدفاع المدني بكل إمكاناته وطاقاته التي وفرتها له الحكومة من خلال الدعم اللا محدود لهذا الجهاز الحيوي والمهم.. وكقطاع يعنى بسلامة المواطنين ومباشرة الحوادث فإن لي وقفة مع ما قدمه.. عندما دقت أجراس الإنذار وتم إبلاغ الدفاع المدني في رابغ بوجود غرقى جراء السيول حضر الدفاع المدني للوادي ب (وايت) محملا بالماء وكأنه متجه لإطفاء حريق!... وفي (بقيق) وبحسب شهود عيان وجه رجال الدفاع المدني خراطيم المياه لموقع الحادث الذي وقع في حفل الزواج وكانت الحالة صعقا كهربائيا وليس حريقا!. هذا التعامل مع الحوادث غير المتزامنة لا يلغي الدور السامي الذي يقدمه الدفاع المدني فقد قدم رجاله في مواضع أخرى أروع صور التضحية ومنهم من قدم حياته ثمنا لإنقاذ الآخرين، فالدفاع المدني يقدم خدمة إنسانية قائمة على التضحية ومبدأ من أحياها كأنما أحيا الناس جميعا... إلا أن طريقة تعامل الدفاع المدني مع الحوادث الأخيرة كان مدعاة للتعجب، فالدفاع المدني ليس حديث عهد بتأسيس حتى يتعامل بهذه الطريقة التي تحمل معها كل علامات الاستفهام والتعجب.. ولم يكن ما سطرته هنا للكتابة فقط بل لنجد فرق إنقاذ على قدر عال من التدريب والتعامل السليم مع مقتضيات الحوادث.. فعلى حد علمي البسيط إن المقياس لدى الدفاع المدني سرعة الوصول وهذا معمول به عند التجارب الفرضية.. ياسر أحمد اليوبي