لا يزال العمل التطوعي يعتمد على جهود فردية، مثلما حدث في سيول جدة، وفي خدمة ضيوف الرحمن أثناء موسم الحج المنصرم، ما يدعو إلى لم شتاته تحت مظلة واحدة. إلى ذلك أوضح المدير التنفيذي لفريق «غير حياتك» هيثم قاري: أن الحاجة باتت ملحة لإيجاد (مظلة رسمية) لجمع شتات جهود الفرق التطوعية وللحد من تسرب الفرق من العمل التطوعي بعد مواجهة العديد من الصعوبات، إذ إن من شأن المظلة الرسمية المساهمة في إصدار التصاريح وتنظيم التبرعات العينية للأسر المحتاجة والتنسيق لرحلات العمرة وتوزيع الكسوة وذلك لضمان تغطية الخدمات التطوعية بالتنسيق مع عمدة الحي. ويضيف المدير التنفيذي لفريق غير حياتك: أن مظلة الإدارة الرسمية للتطوع تمنع بعض الشركات من استغلال جهود المتطوعين تحت مظلة التطوع وذلك بتوجيههم إلى تنظيم المهرجانات وفعاليات المؤتمرات، إذ إن الفرق شاسع بين العملين، مقترحا منح المتطوعين مزايا تشجيعية لنشر ثقافة التطوع منها: أن تسعى المدارس والجامعات إلى تخصيص ساعات للعمل التطوعي تحسب ضمن تقييم الطلاب إضافة إلى منحهم بطاقات تخفيض في المستشفيات والمراكز التجارية إلى جانب شهادة شكر معنوية من قبل الجهة التي ينخرط فيها المتطوع. أما المتطوعة «هبة اليافي» تأمل أن تكون انطلاقة العام الهجري الجديد بادرة إلى الالتفات بشكل مكثف إلى العمل التطوعي بإيجاد المظلة الرسمية التي تخصص الميزانية للفرق. وتضيف: في كل حملة تطوعية نضطر للبحث عن رعاة لدعم الحملة وتتطلع إلى المزيد من مشاركة المتخصصين من الأطباء والطبيبات في الحملات «الطبية» لإثراء العمل التطوعي ومنح الخبرة للمتطوعين، فيما تتطلع المتطوعة هبة ساعاتي إلى ضرورة إيجاد «قاعدة بيانات» للمتطوعين لتسهيل الاستعانة بهم وقت الحاجة وأن يراعى في قاعدة البيانات سنوات الخبرة حتى يتم توجيه المتطوعين للقطاعات وفقا لخبرتهم وأن يكون عامل التنسيق بين الفرق في حال إيجاد المظلة الرسمية هو المحرك في توجيه المتطوعين للجمعيات الخيرية والمستشفيات ومراكز الأورام والأربطة. ولفتت المتطوعة نهى سنان، رئيسة فريق «معا لنكون» المختص في تقديم الدورات التدريبية المهنية والثقافية والسلوكية والثقافية لدور رعاية الفتيات، إلى أهمية تسهيل إجراءات زيارة القطاعات المختلفة لتقديم الدورات التدريبية التطوعية وأن يتم توزيع الفرق التطوعية لكافة القطاعات الحكومية والخاصة لاكتساب الخبرة ولضمان الاستمرارية على مدى العام. ومن جهتها، أثنت مدير العمليات والمستودع الإنتاجي في حملة إغاثة متضرري السيول في جدة سارة بغدادي، على جهود المتطوعين في خدمة المجتمع في العام الحالي التي كان ختامها التطوع في خدمة ضيوف الرحمن أثناء الحج ،مؤكدة أنه مع مطلع العام الجديد تصبو أعين المتطوعين إلى وجود جهة تختص برعاية المبادرات التطوعية تتولى احتضان أفكارهم وجهودهم في تنمية المجتمع، وإطلاق نشاط وبرامج جمعية شباب منطقة مكةالمكرمة للعمل التطوعي في هذا العام.