بمناسبة انتهاء الانتخابات الأمريكية وفوز الرئيس أوباما، وخلال وجودي تلك الفترة في الولاياتالمتحدةالأمريكية لاحظت تسارع الحركة الاقتصادية بسبب الانتخابات، فعلى المستوى الفردي والعائلي اشتعلت الأسواق بالتخفيضات قبل وبعد الانتخابات، وانتعشت أنشطة تجارية، مثل قطاعات الخدمات والاتصالات وقطاع الإعلام والإعلان والمطابع والمطاعم والفنادق وقطاعات خدمية عديدة، وعليه فإن اقتصاد الانتخابات هو اقتصاد يدر أموالا وينعش قطاعات ويؤمن دخولا لكثير من الناس. وأكبر بند فيها هو مصروفات الدعاية و إعلانات الشوارع والصحف والتلفزيون والإذاعة والرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتشمل الحملات الإعلانية للمرشح تصميم وطباعة الفلايرات والبروشورات والدعوات لافتتاح الخطابات والندوات التي يقيمونها، إضافة إلى الهدايا التذكارية التي يتم توزيعها على رواد المراكز الانتخابية، مثل (القبعات والقمصان والأكواب والدبوس والأعلام) التي توزع على الناخبين في يوم الاقتراع، ما ينعكس إيجابا على أسواق، منها وكالات الدعاية والإعلان والعلاقات العامة التي يعهد إليها المرشح بإدارة حملاته الانتخابية كاملة. فالانتخابات في بعدها الحقيقي أكبر من مجرد حالة فرز وانتقاء للشخص الأفضل، إنها إضافة إلى كونها إرساء لتقاليد ديمقراطية يجب تجذيرها وتأصيلها في تقاليد الدولة، فهي أيضا تحمل من الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ما يعمق من كل أجواء العمل والعطاء والمناخات الإيجابية. إن ارتفاع أداء المنتخب بعد عملية الانتخاب وتعاطيه مع هموم شعبه وآماله وآلامه وفق المهام المناطة به إنما يعتبر رافعة مهمة لكل جوانب الأداء الحكومي ويصب في النهاية في خانة الإصلاح وتصويب الأمور بما يخدم النمو والتنمية، وبما ينعكس إيجابيا على الوطن والمواطن الأمريكي. ولا أنسى منظر الشباب والشياب وهم يجوبون الشوارع حاملين إشارات تدل على مرشحهم المفضل بكل فرح ومتعة، وذلك لعلمهم قدرتهم على محاسبته لاحقا. * مستشار اقتصادي