هناك خلط بين الكاتب والمثقف في مفهوم العامة ويجب التفريق في تعريفهما حتى نعطي كل ذي حق حقه، ولا نضع الكاتب في مأزق وفي غير محله ونحمده بما لم يفعل.. أن تكون مثقفا يعني أنك واسع الاطلاع وكثير القراءة وتفاعلك في عالم الثقافة مستمر في كل المجالات ولديك شيء من الإبداع، أما الكاتب فهو من يكتب فقط في الصحف الورقية أو الإلكترونية، ولا يحوز على هذه الصفات. وفي الواقع أنه ليس هناك أمر يثير اشمئزازي واستيائي من أن يقال عن الكاتب فقط انه مثقف فليس لدينا معشر الكتاب القدرة على تحمل تبعات وأعباء هذا المصطلح الضخم (مثقف) لأنه حمل ثقيل يقصم الظهر، فيا أخي العامي لا تعطِ الكاتب ما ليس له ولا تحمله فوق طاقته وترهقه بفهمك له أنه مثقف.. الثقافة مسؤولية عظيمة ومشقة كبيرة لا يتحملها إلا من اكتوى بعشقها وحبها فلاشيء يحول بينه وبينها مهما كانت الصعاب.. أن تكون كاتبا فقط فأنت حر في تصرفاتك وقراءتك واطلاعك وأقوالك لا أحد يراقبك ويعيبك ويلزمك بمسار معين وخط واحد لا تخرج عنه وهو خط النخبة والمثقفين تقرأ ما تشاء وتقول ما تشاء وتفعل ما تشاء دون أن تحاسب ثقافيا أو تعاب أو تلام لأنك خرجت عن مسار وتيار القطيع الثقافي.. عندما تكون كاتبا فقط وتعرف حجم نفسك ستجد أنك مرتاح الضمير واثق النفس نقي السريرة لأنك لم تتقمص شخصية ليست لك. فيا أخي الكاتب أعرف أنك كاتب فقط وأن هناك أميالا وأميالا بينك وبين المثقف فلا تتجاوزها وتتجاوب مع العامي الذي يلقبك بالمثقف لجهله بك، ولكي لا يلومني أحد فأنا أصنف نفسي كاتبة فقط ولست بمثقفة. فأرجو أن لا يتبلى علي أحد بمثل هذا اللقب، فلست قادرة على حمل وتحمل تبعاته والمسؤولية الكبرى تجاهه ولست من أهل الثقافة التي ترهب الكثير مثلما يجهل معناها وحقيقتها الكثير أيضا.