نودع اليوم عاما تصرمت أيامه ولياليه لنستقبل غدا عاما جديدا نسأل الله أن يجعله عام خير وبركة، وأن يمن على الجميع بما فيه صالح دنياهم وخير آخرتهم. وإذا كان يوم غدٍ هو أول أيام العام الهجري فذلك بحسب ما اتفق عليه الصحابة رضوان الله عليهم عند اجتماعهم لوضع معلم لوقوع الأحداث أو تحديد زمن الرسائل والمعاملات، وإلا فإن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في شهر ربيع الأول، وقد اشتهر عند الناس أنها في اليوم الثاني عشر بينما يؤكد الأستاذ الكبير أحمد عبد الغفور عطار رحمه الله : أن الهجرة كانت في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول وهو الذي يصادف يوم الاثنين الثابت فيه هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة. وهناك اختلاف آخر بشأن الهجرة فالمشهور عند عامة الناس أن بنات الأنصار استقبلن النبي صلى الله عليه وسلم عند مقدمه من مكةالمكرمة وهن يرددن : طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع لكن ابن القيم رحمه الله في «زادالمعاد» نظر إلى الرواية من ناحية المتن وأكد بأن هذه الانشودة قد قيلت عقب عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك السنة التاسعة للهجرة، وليس كما هو شائع، ويدلل ابن القيم على قوله : بأن ثنيات الوداع ليست من طريق القادم من مكةالمكرمة جنوبا، بل من طريق القادم من الشام وتبوك شمالا.. ويرى المؤرخون أن ابن القيم قد اعتمد على ما في صحيح البخاري من استقبال بعض أهل المدينةالمنورة للرسول صلى الله عليه وسلم وهو عائد من تبوك عند ثنيات الوداع منشدين : طلع البدر علينا .. من ثنيات الوداع .. وجب الشكر علينا .. ما دعا لله داع .. أيها المبعوث فينا .. جئت بالأمر المطاع .. جئت شرفت المدينة .. مرحبا يا خير داع. والرسول صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم وأفضل الرسل وخير داع، وقد قال فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم وفق رواية مالك بن أنس في الموطأ : تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله. وأختم بالذي هو خير ونحن نودع عاما نسأل الله أن يعفو عنا فيما قصرنا أو أخطأنا فيه، وأن يمن علينا في العام الجديد بكل خير مذكرا القراء الكرام بقوله تعالى في سورة النور : (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) . للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة