اختلفت المناسبات وتعددت الأفراح والأتراح وكثرت مطالب الحياة وازدادت مشاغلها، أصبحنا لا نستشعر بطعم العيد مثل الماضي أو ربما الأصح هو أننا أصبحنا لا نكتفي بفرحتي العيد فقط في السنة الواحدة نظرا لضغوط العمل وكثرة المسؤوليات، أصبحنا نبحث عن السعادة في كل مكان وفي كل وقت، أصبحنا بعد أن كنا ننتقد الغرب في أغلب أمورهم أصبحنا الآن نقلدهم في بعض ما انتقدناهم فيه، تكاد اليوم لا تخلو منازلنا من أعياد الميلاد، ولم يقتصر تقليدنا على هذا بل تطور أيضا إلى الاحتفال برأس السنة الجديدة التي نتوقع أن تطل علينا بكل ما هو جديد ونرى منها كل ما هو مفرح في أيامها القادمة لنا، وطبعا لن تمر هذه المناسبة مرور الكرام بل سنتبادل عبارات المعايدة مثلها تماما مثل المعايدة في الأعياد الرسمية بقول «كل سنة وأنتم بخير» ونحن موقنون في داخلنا أن هذا الاحتفال غير مقبول. وها هي السنة الآن تشارف العام على الرحيل لتبدأ سنة جديدة في حياتنا، فهل سألنا أنفسنا ماذا قدمنا في عامنا الماضي وما أسلفنا فيه وماذا سنقدم في عامنا الجديد؟ هل أنجزنا وعملنا ونفعنا غيرنا بما تعلمنا أم تناسينا أن ما مضى من وقت هو محسوب علينا من أعمارنا؟ فلا نستهين بأي عملٍ مهما كان بسيطا اليوم لعله جعلنا نجوما نسطع في سماء النجاح غدا ولنعلم علم اليقين أن ما نزرعه اليوم سنجنيه في الغد فاليوم هو الحاضر وغدا يكون هذا اليوم ماضيا من أيامنا. رانية العمودي