على قلقِ الرحيلِ يهز ظلك فوق أزمنة الوصولِ بلا قصيدة وأنت دم قصائد ومن عينيك يطلع كبرياء الصبح عائد وما هدأت جراحك ظل صدر الأرض يصرخ تحت صرختك العنيدة ! وتزرع لونك المنساب في موج السراب دما، وتحمر الطريق، وأنت أنت .. رمال وجهِك لا تضيء سوى الرمال خطى، وما هدأت جراحك. متى الصحراء تنجب منك طفلا ؟ وقد وِلدت (مسافيها) بحضنك وحشة، كبرت لياليها عليك قعيدة ! تظل الخيل تركض في خيالك، لا يلوذ بها الفرار، تجول في غضب الصحاري، وفي منفاك تغترب السنين، وشمسها تنسى العذاب، ولا تعود سواك فيه، وأنت أنت ... وما أسراب أجنحة الحنينِ ؟ وشوقك الأزلي ؟ لم تشفق على منفاك من أل وتيه !! ولم ترحم ضياءك حائرا يطوي متاهته البعيدة. فلا تذكي الغياب إذا حضرت تلمّ غربتك الشريدة !.