أقر رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل بأن ما يصل إلى 75.5 % من طلبات براءة الاختراع قيد الفحص، مشيرا إلى أن باحثي المدينة تقدموا لتسجيل 49 براءة اختراع في مجال تقنية النانو منح منها 12 براءة اختراع ولا تزال 37 طلبا تحت الفحص. إلا أن السويل أكد خلال افتتاحه أمس فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الثاني للتقنية متناهية الصغر الذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن المدينة قدمت مبلغ 574 مليون ريال لدعم 193 بحثا في مجال تقنية النانو في مختلف الجهات البحثية في المملكة. وكشف أن المدينة تعمل بالتعاون مع شركة (تقنية) لإنشاء مصنع بمواصفات عالمية منافسة لإنتاج الألواح الشمسية بسعة 120 ميجاوات، ويقع المصنع على مساحة قدرها 75 ألف متر مربع بمحطة القرية الشمسية في العيينة، مفيدا بأن المصنع على ثلاث مراحل وهي: مرحلة تصنيع سبائك السليكون من المواد الأولية متعددة التبلور، ومرحلة صناعة رقائق السليكون، ومن ثم مرحلة إنتاج الخلايا الشمسية بكفاءة عالية، مشيرا إلى معمل لإنتاج الألواح الشمسية المسطحة بطاقة 3 ميجاوات، الذي أنشأته المدينة في القرية الشمسية في العيينة، وقد بدأ الإنتاج الفعلي في عام 1432ه، حيث يمكن إنتاج 12000 لوح شمسي في السنة وهذا المعمل يتم تشغيله بأيدي سعودية بنسبة 100 %. ولفت النظر إلى تمكن فريق من الباحثين من تصميم كاميرا قادرة على التصوير بسرعة فائقة تصل إلى جزء من المليار من الثانية، مبينا أن الكاميرا تعتمد في تصنيعها على تصميم العديد من الدوائر الإلكترونية المتناهية الصغر، كما تستخدم خاصية قياس كمية وزمن الضوء في الخلايا الحية، ويمكن لهذه الكاميرا أن تقيس اختلاف التحول الذي يطرأ على الخلايا السرطانية مقارنة بالخلايا السليمة وبالاستفادة من هذه الخاصية يمكن التمييز بين الخلية المسرطنة والخلية السليمة. وبين أن المدينة بادرت باتخاذ خطوات تنفيذية لنقل تقنية النانو وتوطينها، حيث شملت الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار تقنية النانو ضمن مجالات البحوث ذات الأهمية الاستراتيجية للمملكة، وأوضح أن المدينة أنشأت المركز الوطني للتقنية متناهية الصغر بحيث يكون حلقة الوصل والتنسيق بين مختلف القطاعات الحكومية والصناعية التي لها اهتمامات بتقنية النانو، ويسعى إلى نقل وتوطين تقنية النانو في المملكة واستخدامها لتلبية الاحتياجات الوطنية ومتطلبات التنمية في العديد من المجالات، مشيرا إلى أهم أهداف إنشاء المركز ربط البحث في هذه التقنية بالاستراتيجيات الصناعية والاقتصادية في المملكة للمساهمة في الاقتصاد المحلي، وأن بعض التطبيقات التي طورتها المدينة باستخدام تقنية النانو، ومنها تطوير تقنيات لاستخدامها في مبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية مثل ما يتعلق بالخلايا الشمسية وأغشية التناضح العكسي. من جانبه أوضح المشرف على المركز الوطني لبحوث التقنيات متناهية الصغر الدكتور أحمد اليماني أن اللجنة العلمية للمؤتمر حرصت عند إعدادها لهذا المؤتمر التركيز على عدد من مجالات تقنية النانو ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للمملكة مثل تحلية المياه بالأغشية النانوية والطاقة الشمسية والمتجددة والضوئيات والإلكترونيات، وأشار إلى أن المدينة استشعارا منها بأهمية دور المجتمع وخاصة الشباب ستنظم غدا ورشة عمل بعنوان «تقنية النانو من المبادئ إلى التطبيقات»، يتم من خلالها عرض أساسيات ومبادئ تقنية النانو وآخر الاكتشافات بشكل مبسط وشيق، مفيدا بأن هذه الورشة تهدف إلى تعزيز مكانة وأهمية تقنية النانو في مفاهيم الثقافة العامة والعمل على تثقيف المجتمع والمساعدة على تطوير ثقافة العلوم والتقنية.