أوضح رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل أن المدينة قدمت دعماً بمبلغ 574 مليون ريال لدعم 193 بحثاً في مجال تقنية النانو في مختلف الجهات البحثية في المملكة العربية السعودية. وبين معاليه خلال افتتاحه امس فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الثاني للتقنية متناهية الصغر 2012م (2SINC) الذي تنظمه المدينة بمقرها على مدى ثلاثة أيام ، بحضور صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث ، ونائب رئيس المدينة لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالعزيز بن محمد السويلم ، ونخبة من خبراء تقنية النانو ، أن المدينة بادرت باتخاذ خطوات تنفيذية لنقل هذه التقنية وتوطينها، حيث شملت الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار تقنية النانو ضمن مجالات البحوث ذات الأهمية الاستراتيجية للمملكة. وأوضح الدكتور السويل أن المدينة أنشأت المركز الوطني للتقنية متناهية الصغر بحيث يكون حلقة الوصل والتنسيق بين مختلف القطاعات الحكومية والصناعية التي لها اهتمامات بتقنية النانو ، ويسعى إلى نقل وتوطين تقنية النانو في المملكة واستخدامها لتلبية الاحتياجات الوطنية ومتطلبات التنمية في العديد من المجالات ، مشيراً إلى أن أهم اهداف إنشاء المركز هو ربط البحث في هذه التقنية بالاستراتيجيات الصناعية والاقتصادية في المملكة للمساهمة في الاقتصاد المحلي. وأشار إلى بعض التطبيقات التي طورتها المدينة باستخدام تقنية النانو، منها تطوير تقنيات لاستخدامها في مبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية مثل ما يتعلق بالخلايا الشمسية وأغشية التناضح العكسي ، كما قامت المدينة بإنشاء معمل لإنتاج الالواح الشمسية المسطحة بطاقة 3 ميجا وات في القرية الشمسية بالعيينة ، وقد بدأ الانتاج الفعلي في عام 1432ه، حيث يمكن إنتاج 12000 لوحا شمسياً في السنة وهذا المعمل يتم تشغيله بأيدي سعودية بنسبة 100%. وأفاد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن المدينة تعمل بالتعاون مع شركة (تقنية) لإنشاء مصنع بمواصفات عالمية منافسة لإنتاج الألواح الشمسية بسعة 120 ميجا وات ، ويقع المصنع على مساحة قدرها 75 ألف متر مربع بمحطة القرية الشمسية في العيينة ، مشيراً إلى أن المصنع يقام على ثلاث مراحل هي : مرحلة تصنيع سبائك السليكون من المواد الأولية متعددة التبلور ، ومرحلة صناعة رقائق السليكون، ومن ثم مرحلة إنتاج الخلايا الشمسية بكفاءة عالية. ولفت الانتباه إلى تمكن فريق من الباحثين من تصميم كاميرا قادرة على التصوير بسرعة فائقة تصل إلى جزء من المليار من الثانية ، مبيناً أن الكاميرا تعتمد في تصنيعها على تصميم العديد من الدوائر الإلكترونية المتناهية الصغر ، وتستخدم خاصية قياس كمية وزمن الضوء في الخلايا الحية ، ويمكن لهذه الكاميرا أن تقيس اختلاف التحول الذي يطرأ على الخلايا السرطانية مقارنة بالخلايا السليمة وبالاستفادة من هذه الخاصية يمكن التمييز بين الخلية المسرطنة والخلية السليمة. وأبان الدكتور محمد السويل أن باحثي المدينة تقدموا لتسجيل 49 براءة اختراع في مجال تقنية النانو مُنح منها 12 براءة اختراع ولا يزال 37 طلب براءة تحت الفحص. وأوضح المشرف على المركز الوطني لبحوث التقنيات متناهية الصغر الدكتور أحمد اليماني من جانبه ، أن اللجنة العلمية للمؤتمر حرصت عند إعدادها لهذا المؤتمر التركيز على عدد من مجالات تقنية النانو ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للمملكة مثل تحلية المياه بالأغشية النانوية والطاقة الشمسية والمتجددة والضوئيات والالكترونيات، مفيداً أن اللجنة حرصت على استضافة ودعوة عدد من الباحثين الدوليين المتميزين في هذه المجالات من أجل اطلاع الباحثين والمهتمين في المملكة على آخر المستجدات العلمية في هذه المجالات. وأفاد أن من أهم أهداف الخطة الاستراتيجية لتقنية النانو بعيدة المدى، العمل على تعزيز الوعي العام بالمواضيع التقنية ومشاركة وتوعية أفراد المجتمع في الاكتشافات المثيرة التي نتجت عن الأبحاث العلمية في أي تقنية، لأنها ستعمل على إنشاء جيل جديد من العلماء والباحثين الذين يملكون الإرادة والرغبة للانخراط في الحراك العلمي. وأبان الدكتور اليماني أنه استشعاراً من المدينة بأهمية دور المجتمع وخاصة الشباب ستنظم بعد غد الثلاثاء ورشة عمل بعنوان “ تقنية النانو من المبادئ إلى التطبيقات “ ، يتم من خلالها عرض أساسيات ومبادئ تقنية النانو وآخر الاكتشافات بشكل مبسط وشيق ، مفيداً بأن هذه الورشة تهدف إلى تعزيز مكانة وأهمية تقنية النانو في مفاهيم الثقافة العامة والعمل على تثقيف المجتمع والمساعدة على تطوير ثقافة العلوم والتقنية. عقب ذلك انطلقت الفعاليات العلمية للمؤتمر بعقد الجلسة الأولى التي رأسها الدكتور أحمد الشمري واشتملت على ورقتين علميتين، الأولى قدمها مدير مختبر لورنس بيركلي بأمريكا الدكتور بول أليفيستوس بعنوان “علم البلورات الناشئة" تحدث فيها عن المبادئ الأساسية لعلم النانو وتطبيقاتها المختلفة في عدة مجالات كالطاقة الشمسية والمحفزات البتروكيماوية وبعض التطبيقات الأخرى ، مشيراً إلى أهمية علم بلورات النانو الناشئة وبعض خصائصها الفيزيائية والكيميائية وعلاقتها بكفاءة هذه المواد. وتناول الدكتور أليفيستوس خلال الجلسة الأولى اختبار قوانين حجم وخواص الشكل والقدرة على تركيب بلورات النانو من خلال التحكم في المكونات والتطبيقات العميقة لبناء المواد متناهية الصغر في المجال الحيوي ودراسة بلورات النانو في مستوى جزئي أحادي. كما قدم الدكتور رلف تازو الورقة الثانية بعنوان “مستقبل تقنيات الطاقة"، تطرق فيها إلى التقنية المبتكرة لزيادة كفاءة الخلايا الشمسية وهي تركيز أشعة الشمس بواسطة عدسات صغيرة الحجم تعمل كمركزات، حيث وصلت كفاءة الخلايا الشمسية إلى نحو 38% وبأسعار زهيدة جداً مقارنة بالسوق العالمي. وتضمنت الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور خالد العقاب من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجاءت بعنوان “تقنية الأغشية" ثلاث أوراق علمية، الأولى تحدث فيها الدكتور رضوان الرشيد من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عن “الاستراتيجية المشتركة بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وIBM لتطوير أغشية نانوية لاستخدامها في تطبيقات معالجة المياه"، ثم تطرق الدكتور جاويد علم من جامعة الملك سعود، في الورقة الثانية إلى “تطوير غشاء نانوية في مركب متناهي الصغر"، بعدها تناول الدكتور بشير شانباشا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، في الورقة الثالثة “استخدام تقنيات الأغشية النانوية لإزالة بعض المركبات الخطره من الماء".