أن تتحرق شوقا لرؤياه.. أن ترسم في مخيلتك حرارة اللقاء.. والعناق.. واللهفة.. أن تستعد بأجمل الأزياء.. وتنثر الأزهار في الأحياء.. وتعطر المكان.. وتنثر الورود والأزهار.. أن تحضر أطيب الوجبات.. احتفالا بذاك اللقاء.. وفي اللحظة الموعودة.. تفتح الأبواب.. وتشعر بتيار من الجليد والصقيع.. وسحابة برد تخرج من فمه وهو يقول بلهجة قطبية تحت الصفر.. أهلا !! سأرحل بعد خمس دقائق.. فلدي مواعيد هامة.. عندها.. أبتسم وأضع جميع ذكرياتي عنه في تابوت الثلاجة المهجورة.. ثم أرحل بلا رجعة!. لديك أنيميا شديدة في القلب.. ونقص كبير في فيتامينات العواطف.. ولأن دمك أصبح ناقصا ومصابا بأزمة الجفاف.. فسأتبرع لك ببضع قطرات من دمي.. فهي كافية.. لأن تعيدك إلي !.. سأصارع الوحوش.. وأصعد قمم الجبال.. سأسير في الصحارى مجنونا.. وأغوص في البحار.. سأقطف لك النجوم.. وأهديك الأقمار.. فقط.. اقبليني إلى جوارك.. عاشق منهار.. وحين قالت نعم.. تبخرت أقواله.. وطارت على جناح بعوضة.. مصنوعة بكف الأقدار!.. همسة: ابن الفارض: [ عودوا لما كنتم عليه من الوفا ... كرما فإني ذلك الخل الوفي لا تحسبوني في الهوى متصنعا ... كلقى بكم خلق بغير تكلف دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى ... فإذا عشقت فبعد ذلك عنف] !.