الحمد لله على قضائه، والدعاء بالرحمة والمغفرة لشهداء كارثة شرق الرياض، وبالشفاء العاجل لجميع المصابين والمتضررين منها، وأن يعوضهم وأهاليهم خيرا. تقع المصائب لاختبار الصبر والإيمان بالقدر، وأخذ العبر والدروس، والاستفادة منها للأخذ بمبدأ الحلول الوقائية بدلا من الإجراءات العلاجية الوقتية، التي قد لا تمنع حدوث الكوارث والأزمات مستقبلا. يقوم أسلوب إدارة الأزمات Crisis Management على مبدأ الاستعداد لما قد لا يحدث والتعامل مع ما حدث، ويركز على الحلول الوقائية للحد من الكوارث، أو التقليل من أخطارها قدر الإمكان، وهو ما تفتقده كثير من مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية على حد سواء، ويفرض التنسيق والتعاون بينها قبل الأزمات، وخلالها وبعدها. أفرزت حادثة صهريج الغاز صورا عديدة لتعامل المؤسسات والأفراد مع أزمة إنسانية وبيئية لم يسبق للمجتمع السعودي أن تعرض لمثلها منذ عقود، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك الحاجة الملحة لترسيخ ثقافة التعامل مع الأزمات وإداراتها على نحو علمي وعقلاني، بعيدا عن الاجتهادات الفردية، وردود الأفعال المتسرعة. لقد قدم عدد من المواطنين والمقيمين صورا مشرفة، كتقديم العون والإسعافات الأولية والتبرع بالدم للمصابين. كما أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في توفير الأخبار أولا بأول في ظل غياب مؤسسات الإعلام المحلي، وتأخرها في بث أي خبر عن الكارثة إلا بعد مرور ساعات طويلة!. وعلى النقيض من ذلك؛ تغافلت عدد من وسائل الإعلام العالمية عن الصور الناصعة التي رسمها المواطنون الأوفياء، والمقيمون الشرفاء، وأبرزوا عن قصد تصرفات مخزية لبعض الفوضويين والانتهازيين الذين لم يكتفوا بالتجمهر والفضول الذي عطل جهود الإنقاذ، بل أقدموا على استغلال الهرج والمرج لسرقة كل ما تقع عليه أيديهم، ولم يسلم من أذاهم حتى الموتى!. إن كل ما حدث يتطلب فرض قوانين تنظم نقل الشحنات الخطرة، والتوعية بإجراءات السلامة والوقاية من الكوارث Disaster Prevention وهي معروفة للكثيرين لكنهم بحاجة إلى التوعية بها، والحزم في تطبيقها، ومعاقبة من يتسبب استهتاره في حوادث مميتة يذهب ضحيتها كل يوم أبرياء لا ذنب لهم. كلمة أخيرة: أعجز الحلول هي التي تعقب الكوارث، ولا تسبقها!. [email protected]