حقق الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما فوزا تاريخيا على خصمه الجمهوري في الانتخات الرئاسية ميت رومني. وأعلن في خطاب ألقاه في مقر حملته في شيكاغو أن الأفضل قادم للولايات المتحدة، لافتا إلى أنه يعود إلى البيت الأبيض أكثر تصميما من أي وقت مضى. وقال أوباما في خطابه الحماسي الذي استمر 25 دقيقة، «نعلم في أعماق قلوبنا أن الأفضل للولايات المتحدةالأمريكية قادم». وأضاف «كافحنا بقوة ليس لأننا نحب هذا البلد بعمق فحسب بل لأننا مهتمون جدا بمستقبله». وعبر عن تطلعه للعمل مع منافسه رومني من أجل «دفع البلاد قدما». وتابع «رغم كل اختلافاتنا، تتقاسم غالبيتنا الآمال من أجل مستقبل أمريكا». واستطرد مستعيدا حد شعارات حملته الانتخابية «في هذا الاتجاه سنمضي، إلى الأمام». وأشار إلى أن هناك حاجة لحلول وسط، متعهدا بالعمل مع القادة الديموقراطيين والجمهوريين لخفض عجز الميزانية الاتحادية وإصلاح قانون الضرائب وقانون الهجرة وخفض اعتماد البلاد على النفط الأجنبي. ومن جانبه، اعترف رومني بهزيمته في خطاب ألقاه أمام أنصاره المحبطين في بوسطن واتسم بالذوق وسماحة النفس. وقال لأنصاره بعد أن اتصل بأوباما لتهنئته «هذا وقت التحديات الكبرى بالنسبة لأمريكا وأتمنى أن ينجح الرئيس في قيادة أمتنا». وحذر من الاستقطاب الحزبي في واشنطن وحث زعماء الحزبين الديموقراطي والجمهوري على وضع مصلحة المواطنين قبل السياسة. وفاز أوباما في عدد من الولايات المتأرجحة التي شهدت معركة محتدمة منها أوهايو، نيوهامشير، بنسيلفانيا، ميشيغن وويسكونسن. غير أن فوزه كان بفارق أضيق من الفوز الذي كان حققه في انتخابات عام 2008 التي تفوق فيها بفارق شاسع على خصمه حينذاك جون ماكين. كما أن رومني فاز بولايات سبق أن حصل أوباما على أصواتها في الانتخابات الماضية، مثل كارولاينا الشمالية وانديانا. وحسب نتائج الانتخابات في 49 ولاية ومنطقة كولومبيا، ضمن أوباما فوزه بولاية رئاسية جديدة بجمعه أصوات 303 من كبار الناخبين مقابل 206 لخصمه الجمهوري ميت رومني، علما بأنه كان يترتب عليه الفوز بغالبية الأصوات في مجمع كبار الناخبين أي 270 صوتا من أصل 538 للفوز بالرئاسة. وعلى المستوى الوطني تقدم أوباما على رومني بما بين 500 و600 ألف صوت أي أقل من 1 % من الأصوات حسب أرقام شبكتي «سي بي اس» و «سي ان ان». ولم يسبق منذ الثلاثينيات أن أعيد انتخاب رئيس أمريكي في ظل نسبة بطالة تفوق 7,2 %. كما أن ديموقراطيا واحدا هو بيل كلينتون سبق أن شغل البيت الابيض لولايتين رئاسيتين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.