اشتكى عدد كبير من أولياء أمور الطلاب والطالبات من آباء وأمهات في المدينةالمنورة، كثرة الكتب الدراسية التي حصل عليها أبناؤهم في أول يوم دراسي من العام الجديد، ووصلت كتب الصف الأول الابتدائي إلى خمسة عشر كتابا مقارنة بالسنوات الماضية لهذا الصف الحرج للطفل حيث إنه بين محب وعازف عن المدرسة أو أنها كابوس يلازمه ويؤرقه. استثناء الدفاتر وأكد حسن الحربي أن الأنظمة المدرسية تزداد تعقيداً، متسائلا: هل يعقل طالب وطالبة في أول سنة دراسية يحمل حقيبة بوزن عجلة السيارة، مستغرباً من استثناء الدفاتر، واستبدالها بكتب نشاط يوفرون علينا خلالها ولكنهم يرهقون أطفالنا حيث إنهم محاسبون على جلب كل الكتب في اليوم الدراسي بلا رحمة وتقدير. فيما تشتكي أم رنيم من تكرار الكتب ومسمياتها الكثيرة بين كتاب أساسي وكتاب نشاط وأخرى مستجدة على هذه المراحل العمرية للأطفال، مشيرة إلى أنهم لا يعون معنى هذه المسميات. وقالت: إن أول ما يخطر في مخيلتهم عن المدرسة أنهم سيجدون أصدقاء ليلعبوا معهم ويتعلموا القراءة والكتابة سوياً، ولكن ما يحدث عكس ذلك فالوزارة لم تقصر ولكن الأحمال الثقيلة لحقائب أولادي تتعبني أنا فكيف هؤلاء الصغار لدرجة أن ابنتي في الصف الثاني الابتدائي عندما طلبت منها أن تصحو للمدرسة قالت لي «أمي أذهب إلى المدرسة بشرط ترك الحقيبة». من جهته أشار يوسف الحازمي، إلى أن الطالب يحمل بكثير من الكتب والتخصصات التي لا تهمه ولا تفيده بل تشتت تفكيره وتضعف من مستواه الذي من الممكن أن يبدع به في اتجاه معين تنبغ موهبته فيه، مطالباً بضرورة إيجاد حل سريع وفعال تجاه هذه المشكلة التي لازمت التعليم منذ سنوات كنا فيها نحن طلابا فكيف بأبنائنا اليوم في عصر التطور والتكنولوجيا العلمية. تكرار الكتب إلى ذلك قالت المعلمة هوازن كردي: نحن المعلمين والمعلمات نعاني من تكرار الكتب ومن توزيع الحصص للمواد لتغطية كافة المنهج الدراسي، فإذا كانت معلمة تدرس أربعة أو خمسة مناهج مختلفة ولمراحل مختلفة كيف تستطيع ترتيب وضعها دون جدول، مبينة أن غالبية المدارس لا تستقر على جدول لمدة شهر. وأضافت: بصراحة كل مادة صار لها كتابان، فبدلا من إراحة أبنائنا وبناتنا أصبحنا نثقل كاهلهم بكتابين لكل مادة. آثار سلبية في المقابل أوضحت الدكتورة عهود الرحيلي أستاذة الصحة النفسية في جامعة طيبة، أن المناهج الدراسية من أهم أسباب التفوق الدراسي من حيث مدى جاذبيتها شكلاً ومضموناً، ومن حيث مدى ملاءمتها للمرحلة العمرية وغير ذلك، مؤكدة أن تعدد الكتب المدرسية وإجبار الطلبة على إحضارها بشكل يومي، قد يكون له تأثير نفسي سلبي على الأبناء. وقالت: إن كثرة الكتب وتعددها إضافة إلى وزن الحقيبة قد يضعف الرغبة في الذهاب إلى المدرسة لارتباطها بعناء حملها، أو قد يؤدي إلى عدم الرغبة في الاستذكار كراهية واحتجاجا على هذه الكتب المتعبة وغير الجذابة.