ذات ليله كان اجتماع (الفصل) لصياغة سؤال العودة (الغصب) أما لهذا الغياب من حضور، أما لهذه الاستكانة من انطلاقة، أما لهذا الضعف من قوة، كانت صياغة السؤال تتكرر بقوالب مختلفة، سخن برودة المكان، كان وحده (المجيب) على كل تلك التساؤلات حاصرته الأسئلة، كان تدفقه يتدثر به التفاؤل وتتعلق بالآمال والتطلعات، حملت هذا الحلم زمنا استرجعته بعيد تجاوز الأهلي شقيقه الاتحاد صوب كوريا، كان لزاما أن ينتصر الفكر، لم يكن فوزا عابرا كنتيجة لقاء بل هو انتصار لسياسة بناء مبنية على تخطيط متكامل لمكونات الحراك داخل الفريق بدءا من اختيار الرجال المناسبين واختيار فريق عملهم، كان السؤال الأول في مرحلة عودة السيد (الأهلي)، ما الذي تغير في نمو هذا الوعي لهذا الكيان، هل اكتشاف مكامن الخلل ومعالجته متاحة أمام الإنسان كل إنسان، لكن ليس كل معالجة تقود للنجاح، الناجحون يملكون صفة تميزهم عن الآخر (الرؤية، القدرة، القوة، الإمكانات). ليس صعبا أن تعاد الأحداث أو يعيد التاريخ نفسه أو يعاد رسم مشاهده، لكن الصعوبة حينما يعاد التاريخ لكن بأجيال يانعة تمارس نفس القدرة على كتابة الإنجازات، إن التاريخ لا يسجل كإنجازات بالكلام أو الصخب الإعلامي أو حتى التوسل بإعادة حقوق، الوجود بعمل الرجال في الميدان، أستحضر هنا جملة زفرت بها في (حضرته): إن استحضار القدرات هو السبيل الوحيد لإعادة الأهلي لمنصات البطولات، وإذا أراد أن يكون هذا السيد ملء الزمان والمكان فلا بد من تحصين الفريق بكل وسائل التفوق، وبغيرها سيظل على الهامش يشكو غدر الزمان وعبث الآخرين. اليوم يتسيد (الراقي) المشهد، يعود السيد لمكانه، يعاود القمر استدارته، يشع صفاء حتى ليملأ القارة الآسيوية حضورا بفضل (مدرج مجنون) (ومفكر ومخطط) أتعب الزمان حضوره لدرجة العشق، لقد كان مهر هذا الحراك والذي اتكأ على حقبتين من الزمن لم تكن قصيرة لكن كانت موغلة في حرث بيئة صالحه تثمر بطولات كانت مقوماتها قائمة على ثنائية (التغيير والإحلال)، كانت البيئة السابقة بيئة طاردة كانت بحاجة لعملية استئصال، إذ لا يمكن لأي عمل ناجح أن يتجاوزها، لذلك كانت مرحلة البناء شاقه تتطلب (زمكانية) تتجاوز المدى والمكان وهو ما كان يشكل مصدر ضغط على (المخطط) ومصدر قلق (المدرج المجنون) الذي كان يستعجل هذا الخراج. اليوم النجاح ليس للتواجد الآسيوي كمجرد تواجد وإنما هو نجاح للمشروع، يعيد السيد (الأهلي) لسيادته التي حينما يحضر يحضر الجمال والإبداع معه، يعاود نشر تاريخه حرفا حرفا، يعاود نظم قصائده وكتابة ملامحه، لم يقل للحضور عودوا لقراءة التاريخ بل يحثهم على قراءة التاريخ معه، وكأن سنوات لم تكن فاصلة بين جيلين أحدهما في المدرج يستمع للشعر وآخر في المستطيل يهطل مطرا وينشده شعرا. الأهلي هو من يحرضك على ممارسة العشق حتى في آنية الحزن لأنه في كل إيقاعاته يستحضر عبق الزمن الذي يلازمه كرائحة الأرض بعد هطول المطر، إذ منذ «صناعته» كان سقيا حدائق المستقبل، فهو البارع في زراعة النجوم بل وتصديرها، كانت فقط إشكاليته أو خلله (أن الخلطة تأخرت تركيبتها). * * * هو المجد الذي سار فيه ذات زمن، ظهيرة «السبت» سيكون في نفس الموعد، في فترات مضت ظل الطريق في منتصفه لكنه فتح آفاقا للآخرين لتتبع خطواته، منهم من وصل ومنهم من ضاع في غياهب (الصعوبة لدرجة القوة)، الأهلي رسم الطريق وحاد عنه، لكن أجياله تضرب مع آسيا السبت موعدا لممارسة نشيد سيرددونه هناك وسيصدح به وطنا هنا اختار الأهلي سفيرا له. إن قراءة متأنية للسيد الأصلع (جاروليم) قادرة على تجاوز الكوريين إن شاء الله ستجعل منه مدربا ممسكا جغرافية آسيا كصيدٍ للباحثين عن النجاح.. أما الروح فقد سكبها الرمز (قبل مغادرتهم) في شرايينهم، وأمعن في استشرائها بإرسال (فيصل) معهم لمزيد من اتقاد الروح. !!Article.extended.picture_caption!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة