بعيدا عن الأجواء الناتجة عن حادثة انفجار ناقلة الغاز وما خلفته من ضحايا وتركته من دمار، وبعيدا كذلك عن جنسية السائق الفلبيني والذي كان يمكن له أن يكون هنديا أو باكستانيا أو مصريا أو سعوديا أو أي واحد من الجنسيات التي يعمل بعض حامليها في قطاع نقل الغاز بشركة الغاز، فليس هناك شعب مؤهل وآخر غير مؤهل للعمل في هذا القطاع، وإنما هناك أفراد يتم تأهيلهم للقيام بهذه المهمة بواسطة شاحنات وحاويات معدة ومؤهلة جدا جدا للقيام بها، لذلك فإن التحقيق ينبغي أن ينصب على وفاء شركة الغاز بتأهيل من يقود شاحناتها التأهيل المتوجب، أو أنه مجرد حامل لرخصة قيادة مركبة كبيرة يمكن لها أن تكون شاحنة ماء أو حاوية نفايات أو وايت صرف صحي؟ كما ينبغي على التحقيق أن ينصب على مدى استيفاء الشاحنات للمواصفات العالمية التي ينبغي توافرها في ناقلات الغاز أم أنها مجرد حاوية والسلام؟ بعيدا عن ذلك كله، فقد كشفت التحقيقات التي نشرت في أعقاب الحادثة عن أن نسبة السعوديين العاملين في قطاع نقل الغاز لا يتجاوز 30 %، وهي نسبة متوقعة ليس في مجال نقل الغاز فحسب، بل في مختلف مجالات قطاع النقل. وقد تحدث مدير عام شركة الغاز والتصنيع الأهلية التي تتبع لها الحاوية المسببة لكارثة الرياض عن أن الشركة تعمل على استقطاب السعوديين للعمل في هذا القطاع، غير أن محاولاتها تواجه برفض الشباب السعودي، وذلك متوقع جدا كذلك. ما ليس متوقعا هو تفسير مدير عام الشركة للرفض بأنه يعود إلى رغبة الشباب في البقاء إلى جانب أسرهم، فعن أي شباب يتحدث سيادة المدير؟ عن الشباب الذين يفارقون أسرهم لاستكمال دراستهم في شتى مدن المملكة أو مدن العالم؟ أم عن الشباب الذين يقضون سنوات يعملون في قرى نائية وجدوا فيها وظائف فلم يترددوا في الالتحاق بها؟ لندع هذا العذر الباهت، ولنسأل سيادة المدير العام: ما هو العرض الذي قدمتموه للشباب ليقبل بقيادة هذه السيارات التي تشبه القنابل؟ ما هي خطط التأهيل والإعداد التي هيأتموها لهم؟ ثم ما هي الضمانات والتأمينات الخاصة بهم عند تعرضهم لأي كارثة؟ هل تختلف عن تأمينات وضمانات شاب جالس في كشك الحراسة أمام الشركة؟... وتريدونهم بعد ذلك أن يقبلوا؟. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة [email protected]