أثار مخطط سكني يضم أكثر من 500 قطعة سكنية وسط صحراء الربع الخالي شرقي مدينة نجران، حفيظة سكان بادية نجران، الذين فوجئوا به بين رمال الصحراء بعيدا عن النطاق العمراني، كما استغربوا حجز مساحة كبيرة محددة بقوائم حديدية وسط الصحراء تحمل عبارة حدود ميدان الهجن بالرغم من أن ميدان الهجن المعتمد رسميا قريب من طريق نجرانالرياض واعتبروا الخطوة هدفها الاستيلاء على الموقع. وكانت منطقة نجران شهدت قبل عامين تقريبا بيع أراض في مخطط سكني وهمي بمحافظة شرورة، ويخشى سكان بادية نجران من أن يكون مصير هذا المخطط الصحراوي مثل سابقه، الذي تابعته «عكاظ» في عددها الصادر بتاريخ 28/1/1431ه تحت عنوان (تلاعب في مخطط سكني يطيح ب 10 موظفين)، كما تابعت «عكاظ» القضية في عددها الصادر في 15/11/1431ه تحت عنوان (رفض تقديم التقاعد المبكر أو الاستقالة .. مصادر «عكاظ»: قضية المخطط السكني تطال كاتب عدل)، وهي القضية التي لا تزال تحظى بالمتابعة من الجهات المعنية لتتبع المتورطين في المخطط الوهمي. وفي المقابل رافقت «عكاظ» المواطن يحيى محمد حرسون الذي اكتشف المخطط الصحراوي بالصدفة، ورصدت بالصور المخطط الذي يقع في موقع لا أثر للحياة فيه، والقريب من عرق يسمى «زبادة» يرتاده الشباب في الرحلات البرية وهو مطل على جبل عان محافظة حبونا غربا ويبعد عن ميدان سباق الهجن الحالي بنحو 10 كلم شرقا، وعن مباني المدينة الجامعية لجامعة نجران بنحو 15 كلم تقريبا. وأوضح ل «عكاظ» المواطن حرسون أنه استغرب من وجود مخطط يشتمل على أكثر من 500 قطة أرض بين الرمال في عمق الصحراء، وقال: «لا أعلم سبب وجود هذا المخطط الكبير وسط الكثبان الرملية، مبينا خشيته من أن يكون مصيره مثل المخطط الوهمي في محافظة شرورة الذي شهد تلاعبا واحتيالا على مدخرات المواطنين - على حد قوله». وأشار المواطن حرسون إلى أن هناك مشروع طريق يربط محافظة خباش بمركز المشعلية التي تقع على خط الرياض، والذي يشق الصحراء وربما يمر على المخطط الوهمي لهدف الحصول على تعويضات مالية عن أراضي الصحراء القاحلة، مؤكدا بأن هناك من قام بتسوير منطقة كبيرة قريبة من المخطط بقوائم حديدية تحمل عبارة حدود ميدان الهجن، علما بأن ميدان الهجن المعتمد يبعد عن هذا الموقع بأكثر من 15 كلم، وقال: «من استحدث السور ربما يأمل في تعويضات مشروع طريق خباش المشعلية». «عكاظ» تجولت في الموقع الصحراوي، ورصدت وجود تعديات وسط الصحراء من بعض المواطنين في تشجير وإنشاء استراحات وكذلك انتشار حظائر الإبل، كما رصدت «عكاظ» بدء العمل في المشروع الحيوي للطريق الذي يربط محافظة خباش بالمحافظات الشمالية والذي يشق صحراء الربع الخالي. بدورها طرحت «عكاظ» تخوف سكان البادية من وجود المخطط في قلب الصحراء على مدير الفعاليات والعلاقات العامة في أمانة منطقة نجران أحمد بن مسفر آل الحارث، الذي أكد أن المخطط الصحراوي معد من قبل أمانة نجران ومرفوع به للوزارة للحصول على موافقتها لإنشاء سوق للإبل في المنطقة، نافيا أن تكون هناك نية في تغيير ميدان الهجن الحالي، وقال «القوائم الحديدية التي تحمل عبارة حدود ميدان الهجن لا تمت للأمانة بأي صلة خاصة أن الأمانة لا تضع أي لوحات حديدية».