يكشف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في المؤتمر السعودي الدولي لتقنيات الطيران والفضاء الذي تبدأ أعماله اليوم في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تفاصيل قصة رحلته الفضائية «ديسكفري STS- 51G» منذ أن كانت فكرة تراود خياله حتى حققها قبل 27 عاما، مستشهدا بالوقائع والأحداث والصور التي تصف هذه الرحلة، علاوة على ما نتج عن هذه الرحلة من خطوات وطنية متقدمة في مجالات الاتصالات، والقنوات الفضائية، والعلوم الأساسية التطبيقية كالفيزياء، والكيمياء، والأحياء، والطب، والأرصاد، وذلك من خلال أوراق العمل التي ستلقى في المؤتمر بالإضافة إلى كتابه «كوكب واحد» الذي سيدشن طبعته الثانية على هامش المؤتمر مزودة بالصور والوثائق الرسمية التي لم تعرض من قبل. ويستكمل كتاب «كوكب واحد» الطبعة الأولى من كتاب «عربي في الفضاء»، الذي صدر عام 1405ه، وتميز عن غيره من الكتب الوثائقية، بأن كتب مقدمته آنذاك، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) الذي أكد في ثناياها أن المشاركة السعودية في رحلة الفضاء أسهمت في استنهاض الهمم، وإبراز أحد أوجه التقدم العلمي في المملكة، عبر سنوات التأسيس والتنمية والمتابعة والاستثمار في الإنسان السعودي، كما تميزت مقدمة الكتاب بتوثيق المكالمة الهاتفية التي جرت بين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) عام 1405ه، وبين سمو الأمير سلطان بن سلمان وهو في مركبة الفضاء، علاوة على برقية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حينما كان وليا للعهد لتهنئة سمو الأمير سلطان بإنجازه العلمي، وكلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لوكالة الأنباء السعودية حينما كان أميرا لمنطقة الرياض، بمناسبة عودة سمو رائد الفضاء العربي إلى المملكة. وللحديث عن بدايات قصة رحلة أول رائد فضاء عربي مسلم، فإن سمو الأمير سلطان بن سلمان، يرجعها إلى عام 1984م عندما كان على مكتبه في مبنى التلفزيون بمقر وزارة الإعلام (وزارة الثقافة والإعلام)، حيث لفت نظره خبر لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا»، ترغب فيه بترشيح مواطن عربي للمشاركة في رحلة فضائية، ومن وقت إذاعة هذا الخبر، والأفكار تجول في خيال سموه الذي عشق الطيران منذ نعومة أظافره، لتحقيق ذلك الحلم، وقال الأمير سلطان بن سلمان، إنه فور ترشيحه مع زميله الرائد عبدالمحسن البسام المرشح الاحتياط، كرائدي فضاء يمثلان المملكة العربية السعودية والعرب في هذه الرحلة، توجها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لتلقي التدريبات الخاصة بمركز ليندون جونسون للفضاء في مدينة هيوستن بولاية تكساس، وذلك في الأول من أبريل عام 1985م، بعدما أعلنت ناسا أن يوم 12 يوينو سيكون موعد الانطلاق المبدئي للمكوك، وتم الانخراط في مرحلة شاقة من التدريبات والمحاضرات المكثفة، في مدة زمنية استغرقت 10 أسابيع، علما بأن فترة تدريب إعداد رائد الفضاء لكي يصبح «اختصاصي حمولة» تتراوح مابين 6 أشهر إلى 18 شهرا. في سيقاق متصل، يزور وفد من رواد وعلماء الفضاء المشاركين في المؤتمر السعودي الدولي لتقنية الفضاء والطيران مدارس الملك فيصل بحي السفارات بالرياض يوم الأربعاء القادم 22/12/1433ه . وأوضح رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، رئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز بأن الزيارة من قبل رواد ورائدات الفضاء إلى مدارس الملك فيصل ستشتمل على إلقاء محاضرة علمية، والتواصل مع منسوبي المدارس وحثهم على الاطلاع على هذا المجال والاهتمام به، من أجل بناء مجتمع قائم على الاقتصاد المعرفي، وهو ما تهدف إليه الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية في المملكة. وأشار المدير العام لمدارس الملك فيصل سليمان بن ناصر الفريح أن المدارس قامت بإعداد برنامج متكامل لهذه الزيارة تشتمل على جولة على بعض الفصول في المرحلة الابتدائية بالمدارس واطلاع الوفد الزائر على البرامج التي تطبقها المدارس ولقاء مفتوح مع طلاب المرحلة الثانوية وعرض فيلم وثائقي عن الفضاء.