مرت خلال إجازتنا كارثتان مدويتان لا يمكن تخيل مدى الحزن والذهول الذي أحدثتاه في نفوسنا، موت عشرات الأنفس البريئة خلال دقائق معدودة، بطريقة كارثية تدعوك مجبرا لأن تفكر بما حدث، مسيطرة على خيالك لأيام ليست قليلة، باحثا عن أسباب ما حدث وعلاجه، كارثة عين دار وكارثة صهريج الرياض وكوارث أخرى لم تحدث وأسأل الله أن لا تحدث تم التحذير من التساهل بتطبيق القوانين التي لو طبقت بصرامة لما حدث ما حدث. التساهل في تطبيق القانون الذي يمنع إطلاق النار في الأعراس هو سبب رئيسي في ما حدث، وكأن من وضعه يريد فقط إخلاء مسؤوليته مما يعرف أنه لا بد أن يحدث؛ لأنه طالما هناك قانون يتم التساهل في تطبيقه سيتم اختراقه وستحدث كارثة بسبب اختراقه، عندما يحدث إطلاق نار في حفل زواج يتم استدعاء صاحب المناسبة وأخذ تعهد عليه وكأن شيئا لم يكن، لو كان هناك قانون صارم يطبق لما تم إطلاق نار، ولم يحدث ما حدث. تهور سائق صهريج الرياض هو أمر طبيعي، فأكثر سائقي الشاحنات في السعودية يسوقون شاحناتهم بطريقة متهورة بعد إجبار كفلائهم على التأمين الإجباري، حتى أن أهل الرياض يتداولون قصة مشهورة عن سائق شاحنة يخرج ورقة التأمين مع نافذة الشاحنة لمواطن سعودي قاصدا إرهابه بها، وكم من مرة تحدثنا عن خطورة تهور سائقي الشاحنات بعد حكاية التأمين، فسائقو الشاحنات يعرفون تمام المعرفة أن نسبة نجاتهم من كوارث الحوادث التي يتسببون بها نسبة تصل إلى مائة بالمائة، بينما هذا السائق الأجنبي لو ذهب لمدينة مثل دبي لما استطاع حتى أن يترك المسار الأيمن ليتجاوز السيارة التي أمامه؛ لأن القانون هناك يطبق بصرامة جعلت دبي تخلو من حوادث الشاحنات التي تحدث عندنا بشكل شبه يومي. الذي حدث بسبب التساهل في تطبيق القوانين، وغياب القوانين الرادعة بطريقة واقعية، لماذا لا تصدر قوانيننا الصارمة إلا بعد حدوث كارثة؟! لِم دائما نأتي متأخرين؟!