أكد عدد من المدربين الوطنيين ممن استطلعت «عكاظ» آراءهم حول الديربي الآسيوي الذي جمع الأهلي بجاره ونده الاتحاد على أحقية فريق النادي الأهلي بالتأهل، مشيدين بعطاء لاعبيه وبقدرة مدربهم وأجهزة الفريق الإدارية على التعامل مع أجواء المواجهة، بينما حمل بعضهم مسؤولية الخروج الاتحادي على مدرب الفريق الإسباني راؤول كانيدا يشاركه لاعبوا الخبرة في ضياع حلم العميد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول للنهائي. وهنا آراء المدربين نستعرضها عبر السطور التالية: القروني: الأهلي استحق التأهل أكد مدرب المنتخب السعودي للشباب الكابتن خالد القروني أن الفريق الأهلاوي استحق الفوز بجدارة، وبالتالي كان هو الأحق بالتأهل عطفا على ما قدمه لاعبوه داخل الميدان، وقال: «بصراحة، استحق الفريق الأهلاوي هذا التأهل الذي لا يختلف عليه اثنان، فقد قدم لاعبوه مستوى مميزا طوال دقائق المباراة على الرغم من دخول منافسهم المواجهة بأكثر من فرصتين». وحول الأداء الفني للفريق الأهلاوي، ذكر القروني أن مدربه جاروليم عرف من أين تؤكل الكتف عامدا إلى الاستمرار على منهجيته، فظهر الفريق كمجموعة واحدة أدت المطلوب منها، وبقدرة بارعة عطلت مكامن القوى الاتحادية وغيبت أدوارها، وبالتالي تحقق الفوز المستحق بمساهمة فاعلة من جماهيره التي كانت الوقود للاعبي الفريق، والنقطة الأهم أن الفريق ظهر عليه الإعداد النفسي والبدني مما يدل على حجم العمل الذي قدم خلال الفترة الفاصلة بين المواجهتين، والتي كانت فرصة لتعافي بعض المصابين، فكان لهم تأثيرهم الواضح على أداء المجموعة، ثم منح جاروليم للشباب الثقة فكانوا عند حسن الظن بهم فظهر مصطفى بصاص بمستوى مميز أكد به قدومه القوي للساحة. خميس: الاتحاد لم يهاجم ولم يدافع في المقابل، يرى مدرب فريق الكوكب الكروي الأول الكابتن سلطان خميس أن الاتحاد فرط في التأهل عطفا على نتيجة مباراة الذهاب من خلال أداء لاعبيه الباهت، حيث وضح عليهم الارتباك وكان كل همهم تمضية الوقت بأي صورة، كما كان مدربهم كانيدا بعيدا عن أجواء فريقه وربما كان لحالة الأخذ والرد حول مشاركة دي سوزا مفعولها بتشتيت أذهان اللاعبين ومعهم مدربهم الذي ظل متفرجا على سوء أحوال فريقه دون تدخل. وحول الطريقة التي اتبعها الإسباني راؤول كانيدا، قال خميس: «لم تتغير منهجية كانيدا ولكنه أربك فريقه بعدم توفيقه في توظيف لاعبيه داخل المستطيل الأخضر، فلم يظهر الاتحاد مدافعا ولم يكن له أي حضور هجومي معتبر، فكل ما حدث للفريق من هجمات وفرص لم يكن للتوجيه الفني دور فيها بل فرضها واقع سير المواجهة، ولم يكن هناك تخطيط ممنهج للوصول للمرمى الأهلاوي، فتعطلت أطراف الفريق وضاع أداء الثلاثي محمد نور وانس الشربيني وفهد المولد فتسبب غيابهم بتغييب نايف هزازي، أما خط دفاعه فكان يبدو على أفراده الخوف من الاحتكاكات تجنبا لحصولهم على إنذارات تؤدي لإيقافهم، مما يعني أن اللاعبين عدوا هذه المباراة محطة عبور لهم للنهائي ليس إلا، فكان هدف معتز الموسى صدمة لم يفيقوا منها إلا بعد أن أجهز فيكتور على ما بقي لهم من آمال». أنور: أجانب الأهلي حسموها وحول أداء اللاعبين الأجانب في الطرفين، يرى المدرب الوطني فؤاد أنور أنه كان لهم حضورهم المميز والمؤثر على النتيجة، وأوضح بقوله: «بلا شك كان للاعبين الأجانب في الفريقين كلمتهم على أداء المجموعة في الفريقين برغم غياب مستوى عماد الحوسني، الذي ربما كلف بادوار أسهمت بتغييبه، ولكن كان حضوره مزعجا للدفاعات الاتحادية، وأسهم بمنح البرازيلي فيكتور سيموس مساحات للتحرك، كما كان لحضور بالومينو المميز والمعتاد في الدفاعات الأهلاوية دوره بمنح الثقة لبقية المدافعين، أما بالنسبة لأجانب الفريق الاتحادي فأعتقد أن إنديست إمبابي واصل عطاءه المميز، أما اللاعب أنس الشربيني فقد ضيعته طريقة توظيف كانيدا فلم يظهر كما يجب، عموما ظهر أجانب الفريقين بمستوى جيد وإن كان حضورهم في الأهلي هو الأقوى عطفا على حسم فيكتور سيموس مواجهة الديربي الآسيوي بهدف يعد الأغلى له وللأهلاويين». الحمدان: البصاص إضافة جديدة للكرة السعودية وعن تأثير اللاعبين المحليين على أداء الفريقين، أكد المدرب الوطني الكابتن عبد الرحمن الحمدان على التأثير القوي للاعبين الوطنيين على أداء ومستوى المباراة وكذلك نتيجة المواجهة، وكانوا على قدر كبير من العطاء، وأوضح قائلا: «بلا شك كان لحضور اللاعبين الوطنيين المميز دوره وتأثيره على الأداء العام للمواجهة، ولم يكن اختفاء أغلبهم في الطرف الاتحادي راجعا إلى ضعف إمكاناتهم ولكن ربما أن توظيفهم داخل أرضية الميدان من قبل المدرب كانيدا هو من أدى لهذا الاختفاء المؤقت الذي كلف الاتحاد خسارة التأهل الذي كان بين أيديهم، أما بالنسبة للاعبي الفريق الأهلاوي فظهر معظمهم بمستويات رائعة نتيجة للإعداد النفسي الأمثل لخوض هذه المباراة الحساسة، وهنا يجب الإشادة بما قدمه النجم الشاب القادم للساحة الرياضية السعودية مصطفى بصاص الذي قدم نفسه بشكل مميز، وكذلك معتز الموسى صاحب هدف تعديل الكفة، وعقيل بالغيث الذي كان عند حسن الظن به واستغل الفرصة التي منحت له، بالإضافة لأغلب اللاعبين أصحاب الخبرة والمستويات الرائعة فكانت لهم كلمتهم المدوية في المساهمة بتأهل فريقهم». سيف: تأثير السن ظهر على الاتحاديين وحول المستوى اللياقي للاعبي الفريقين، كان لمساعد مدرب فريق الفتح الكابتن فيصل سيف رأيه حيث قال: «قامت الأجهزة الفنية بجهد جبار لتأهيل اللاعبين لياقيا، وأجادت في المحافظة على لياقة اللاعبين خاصة في هذه الفترة الحرجة التي صادفها قدوم عيد الأضحى المبارك، بالإضافة لفترة التوقف التي صاحبت هذه المناسبة، فلم تظهر بكثرة حالات الشد والسقوط بين اللاعبين، ولكن هناك ملاحظة ظهرت على لاعبي الفريق الاتحادي عند تقادم دقائق المباراة وهي ظهور حالات الإعياء واضحة عليهم، وربما يرجع ذلك لعامل السن عند غالبية اللاعبين وعدم تمكنهم من الأداء بنفس الرتم طوال المباراة، ولكن بشكل عام، فقد ظهر المستوى اللياقي جيدا في الطرفين». الحمدان: أداء مميز للأهلي كما كان للمدرب الوطني فهد الحمدان رأيه في مواجهة الراقي والعميد فقال: «نجحت مساعي الفريق الأهلاوي في تعويض خسارته السابقة من خلال الأداء المميز للاعبيه وتعاملهم الرائع مع أحداث المواجهة، بالإضافة لرغبتهم وطموحهم في الوصول للنهائي الآسيوي، فنجح المدرب في الاستمرار على منهجيته وبغالبية الأسماء التي دخل بها مواجهة الذهاب، وأجاد لاعبوا الفريق تنفيذ واجباتهم وتعطيل مصادر القوى الاتحادية من خلال اتباعهم أسلوب الضغط على حامل الكرة، مما ضيق المساحات أمام لاعبي الاتحاد فتشتت تفكيرهم وانعدمت الحلول لديهم، وما زاد الأمر صعوبة وتعقيدا للاعبي الاتحاد إصرار كانيدا على تغيير أدوار بعض اللاعبين، فأسهم ذلك في إضعاف عطائهم وضياع خطورتهم، عموما لقد استحق الأهلي التأهل بجدارة، وقلوبنا معه لتكملة مشوار البطولة والعودة بالكأس إلى جدة». السقا: هدوء الأهلي غيب الاتحاد من جانبه، أكد الدكتور صلاح السقا أستاذ علم النفس الرياضي المشارك في جامعة الملك سعود رأيه السابق حول أهمية العوامل النفسية التي لعبت دورا حيويا كعادتها في كل المنافسات، وخاصة في مثل هذه المواجهات التنافسية، وقال: «كما أسلفت، فإن العامل النفسي لعب دورا حيويا ومؤثرا في تحديد نتيجة المواجهة، وكان له دوره الحاسم والذي نجحت الأجهزة الإدارية والفنية في التعامل معه، وأسهمت بتجاوز لاعبيها للتأثيرات النفسية الكبيرة التي مرت على أفراد الفريق طوال الفترة السابقة، فظهر مستواهم خلال المواجهة هادئا ولم يستعجلوا الوصول، حتى خيل للمتابع بأن الاتحاد هو المطالب بالفوز وليس العكس، فغيب أداء الأهلي لاعبي الاتحاد ولم تسعفهم خبرتهم، وظهرت مشكلة حذرت منها آنفا وهي انشغال أذهان لاعبي الاتحاد بما بعد المباراة، فظهر ذلك واضحا على محاولتهم تمضية الوقت لأن مسالة تأهلهم قد حسمت في أذهانهم، فأسهم هدف الأهلي الأول في زيادة ارتباكهم وتخوفهم من الخروج فأدى كل ذلك إلى كثرة ارتكابهم للأخطاء وانهيارهم نفسيا ومعنويا».