أكدت أريل مهنا اللامي (المراقبة السعودية) المعتمدة في الانتخابات الأمريكية وفريق دعم حملة الرئيس الأمريكي أوباما، أن الرئيس أوباما يستحق النجاح، لأنه أوفى بمعظم الوعود الرئاسية الأولى بدءا من الانسحاب من العراق إلى خفض الضرائب وإعادة صناعة السيارات الأمريكية إلى مكانتها. وقالت في حوار مع صحيفة «عكاظ» إن وجودها مع حملة أوباما الانتخابية، كان ردة فعل على تراجع دور الولاياتالمتحدةالأمريكية في عهد ولاياتي الرئيس بوش الابن، لافتة إلى أنها من أصعب المراحل التي مرت بها البلاد. وأوضحت اللامي أن عملها يلزم حيادية تامة، ويتمثل بالتواجد في المركز الانتخابي منذ ساعات الفجر الأولى والاستعداد لاستقبال المصوتين والتحقق من بياناتهم الشخصية وأهليتهم للمشاركة في الانتخابات عبر جهاز استحدث في شهر أغسطس (آب) الماضي، إذ يتم تمرير البطاقة الشخصية وتظهر كافة معلومات المرشح لنا عوضا عن البحث يدويا .. فإلى تفاصيل الحوار: كيف تمكنت من دخول المعترك السياسي الأمريكي؟ الإرادة القوية في داخلي على الخوض في معترك السياسة الأمريكية كانت الدافع الأول، كما أثرت نشأتي في أسرة أكاديمية من أهم الأسباب التي بلورت شخصيتي، كما أنني اعتدت على فتح نوافذ للتعرف إلى الآخر. وبحكم مولدي في مدينة أناربر ميتشيجان عام 1983، فإن هذا مكنني من الوقوف عن كثب على التغيرات التي مرت بها أمريكا وانعكاسات ذلك على العالم بالاستفادة من موروثي العربي الأصيل، وهذا ما دعاني لاتخاذ موقف حازم عام 2007 باختيار المرشح الذي يتلاءم مع تطلعاتي، خاصة أنني أنتمي للحزب الديمقراطي، فقررت التصويت للرئيس الحالي باراك أوباما إلى جانب الانضمام لحملته الانتخابية حتى هذا العام. وفي شهر نوفمبر من عام 2011 رشحت للعمل كمراقبة على الانتخابات الأمريكية، وبعد تفحص ملفي من قبل الحكومة تم قبول طلبي وإشراكي في دورات تدريبية تعينني على التعامل مع الناخبين بخلفية قانونية حاضرة لأي استفسار وقد تم إبلاغي عن تجديد الثقة للسنوات المقبلة في المراقبة على الانتخابات. لماذا وقع اختيارك على دعم الرئيس أوباما على وجه التحديد؟ كان صوت المناضل الأفريقي مارتن لوثر كنج يرن في أذني حينما اعتلى المنصة عام 1957 مطالبا بمنح أبناء جلدته الحق في الانتخاب، فشعرت بأن المرشح أوباما في ذلك الحين هو الحلم الذي اغتيل، ولم يره واقعا لذا أردت إعادة ترشيحه عام 2012 كما فعلت عام 2008، فعلى الرغم من تسلمه الرئاسة في فترة عصيبة عقب الرئيس الأسبق جورج بوش الذي خلف وراءه حروبا طاحنة وخسائر بشرية في كل من العراق، باكستان وأفغانستان، إضافة إلى أزمة الاقتصاد العالمي، فيما تمكن أوباما خلال فترته الرئاسية الأولى من تحقيق عدد من الوعود التي قطعها قبيل وصوله للبيت الأبيض مع تشديده أثناء ترشحه أنها ستستغرق وقتا لتتحقق؛ ومن بينها الانسحاب من العراق، خفض الضرائب وإعادة صناعة السيارات الأمريكية إلى مكانتها، فمن وجهة نظري أرى أنه يستحق إعادة انتخابه لأربعة أعوام مقبلة. ما أبرز مهامك كمراقبة انتخابية؟ كمراقبة على الانتخابات الأمريكية سواء أكانت تمهيدية، انتخابات الحزب الديمقراطي، رئاسية أو حتى البورد التعليمي، فإن عملي يلزم حيادية تامة ويتمثل بالتواجد في المركز الانتخابي منذ ساعات الفجر الأولى، والاستعداد لاستقبال المصوتين والتحقق من بياناتهم الشخصية وأهليتهم للمشاركة في الانتخابات عبر جهاز استحدث في شهر أغسطس (آب) الماضي يتم تمرير البطاقة الشخصية وتظهر لنا كافة معلومات المرشح؛ عوضا عن البحث يدويا عبر السجلات الذي شهدته في الانتخابات التمهيدية، وبعد ذلك يتسلم المرشح استمارة الترشيح مع التأكيد على ضرورة اختيار أحد المرشحين دون أن نقوم بالتسمية مع تبيان رفض الجهاز التعرف إلى أية استمارة تحوي ما يزيد على مرشح واحد، وفي نهاية اليوم نقوم بفرز الأصوات وإعلان النتائج. هل عملك بالحملة بطلب من إدارة أوباما؟ بعد أن ساءت الأحوال الاقتصادية في الولايات في عهد الرئيس جورج بوش الابن، لم أنتظر دعوة للانضمام إلى حملة أوباما بل كنت صاحبة المبادرة منذ عام 2007 حتى الآن من خلال انخراطي وزملائي في عمل دؤوب لتسليط الضوء على قرارات أوباما وحصد المؤيدين لها والضغط على الكونغرس لتفعيلها، إلى جانب رحلاتنا داخل الولايات لدعم الرئيس أوباما والتواجد في خطبه ومناظراته وإطلاعه على آخر المستجدات. هل تعتقدين أن إدارة أوباما هي الأفضل للقضايا العربية والإسلامية؟ بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية، هنالك تشابه في الرؤية بين كل من أوباما ورومني وظهر جليا من خلال آخر مناظرة التقى بها المتنافسان وأبديا حرصهما على حماية أمن إسرائيل كحليف إستراتيجي لأمريكا؛ خشية امتداد الثورات العربية ونقل القلاقل داخلها، إضافة إلى تحجيم دور إيران وعدم تمكينها من تطوير برنامجها النووي، أما في ما يتعلق بالأزمة السورية فقد تفوق أوباما على منافسه من خلال رفضه تدخل أمريكا المباشر وقناعته بضرورة أن يقرر السوريون بأنفسهم مستقبلهم. وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة (سي بي إس) الأمريكية فوز أوباما بالمناظرة الثالثة بنسبة 53 في المئة مقابل 23 في المئة، بينما رأى 24 في المئة ممن أجري عليهم الاستطلاع أن المتنافسين متعادلان. كيف تسير الانتخابات حاليا وهل تخشين فوز المرشح الجمهوري ميت رومني؟ فرض الإعصار ساندي نفسه على جدول الأعمال الانتخابي مما تسبب بإلغاء زيارات كل من أوباما ورومني في الساحل الشرقي وتحويل الكفة نحو الوسط الغربي كما عهد أوباما إلى الرئيس الأسبق بيل كلينتون لمتابعة الولايات المحورية ليتمكن أوباما من التواصل المباشر مع الشعب الأمريكي من واشنطن وإظهار ذاته بمظهر الرئيس الأجدر على تحمل الصعوبات، وهذا ما قام به بمجرد وصوله فقد تخاطب عبر الفيديو مع السلطات والأجهزة الأمنية للتيقن من سلامة المواطنين. أما في ما يتعلق بفريق دعم حملة أوباما عبر الولايات فالعمل مستمر ويتمثل بمحاولة جمع التبرعات لاستعمالها في الدعاية وطرق الأبواب للوصول للناخبين ونصب المخيمات في الطرقات والساحات الجامعية للظفر بالأصوات، بالإضافة إلى بعث رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاتصال شخصيا بالأفراد وتشجيعهم على التصويت الغيابي المبكر في حال عدم استطاعتهم الحضور شخصيا يوم السادس من نوفمبر. أما بالنسبة للمرشح الجمهوري ميت رومني فسياسته متكشفة للعيان فهو الثري الذي لا يأبه بأصحاب الدخل المتوسط والذي نعتهم بتسجيل مسرب أثناء اجتماعه بعدد من المستثمرين في سبتمبر الماضي قائلا «47 في المئة من الأمريكان يمثلون دور الضحايا ويعتاشون على الحكومة وسيصوتون لأوباما»، وهذا ما تسبب في ردات فعل عنيفة وصلت لمؤيديه إضافة لتسببه الدائم بإحراج أمريكا في الأوساط الدولية وآخرها في المناظرة الثالثة حين اعتبر روسيا العدو الجيوسياسي الأول لأمريكا، وهذا ما دعا رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف إلى اعتبار وصول رومني لسدة الحكم فيه كبح لتطور العلاقات الثنائية بين البلدين. وماذا عن قضايا الشرق الأوسط؟ يدرك المراقبون أن رومني لا توجد لديه خطة واضحة للتعاطي مع الشرق الأوسط وكذلك الحال بالنسبة لانتشال أمريكا من أزمتها، فمواقفه جدا متناقضة ولن يغفر له موظفو مصانع السيارات عدم اكتراثه بخطة الإنقاذ الحكومية لقطاع السيارات على الرغم من تشدقه بكونه من مواليد ولاية ميتشيجان ووالده جورج دبليو رومني حاكم سابق لميتشيجان. ما الذي سيحسم مصير الانتخابات الأمريكية؟ مشاركة الأفراد في التوافد على صناديق الاقتراع يوم الانتخابات أو الاستعاضة بالترشيح الغيابي المبكر عبر صناديق البريد وهو ما لا يمكن حدوثه هذه الأيام، خاصة في ظل توقف حركة النقل العامة في ولايات الساحل الشرقي. كذلك سعي كلا المتنافسين إلى الظفر بنقاط الولايات المتأرجحة وهذا ما يكشف تكثيف الحملات الانتخابية، وعلى أثره قام أوباما بإطلاق شعار ثماني ولايات في 48 ساعة من23 25 من شهر أكتوبر وظهر بصحبة نائبه جو بايدن في أوهايو، فيما غادرها أوباما لتتمة جولاته وبقي بايدن لثلاثة أيام بغية اجتذاب المصوتين، فيما تمركز رومني ونائبه بول راين في كل من أوهايو فلوريدا وفرجينيا. وفي إلقاء نظرة على المجمع الانتخابي توضح توقع حصول رومني على 257 صوتا بالمقابل يتوقع حصول أوباما على 263 صوتا. ما ردود فعل عائلتك تجاه مزاولتك للعمل السياسي، وهل وجدت الدعم منهم؟ خطواتي مباركة بدعم أسرتي، حماهم الله من كل ضر، وقد تلمسوا ولعي بالسياسة منذ الصغر على ألا تطغى على دراستي، لذا أدين لهم بالفضل بعد الله على حرصهم ألا أكون نسخة كربونية من الآخرين وأتمتع بهوية مستقلة، فضلا عن تصدر القضايا المحلية والدولية على نقاشاتنا اليومية. ما الأهداف التي تريد أريل أن تحققها من دعمها لأوباما؟ إيضاح أن العرب الأمريكان ليسوا بمعزل عن العملية السياسية، فهم مواطنون وقد كفل لهم القانون حقهم في الترشح وتشجعيهم على تكوين تكتل سياسي له ثقله في الدولة لنسمع أصواتنا ونسهم في صنع القرار بلا وجل، ولعلها تكون نواة وصول أول امرأة أمريكية من أصل عربي للبيت الأبيض عام 2020 أكون حينها قد حققت اشتراط السن القانوني للترشح بمنصب الرئيس ببلوغ ال34. بعيد عن الحديث الانتخابي، ما أبرز الصعوبات التي تواجه المهاجرين الجدد إلى أمريكا والقادمين من المنطقة العربية؟ من خلال قيامي ببحثين ميدانيين على مدى أشهر، تبين أن أبرز المشكلات التي يواجهها المهاجرون الجدد، خاصة اللاجئين العراقيين، تتمثل في اكتفاء الحكومة الأمريكية بصرف معونة لمدة ستة أشهر وضمان صحي ومن ثم يتم التوقف عن الدعم لتشجيع الفرد على البحث عن فرصة عمل، وهنا يكمن التحدي في ظل الأزمة الاقتصادية ويزداد الأمر سوءا في عدم الإلمام باللغة الإنجليزية رغم تقديم المدارس الحكومية وكذلك المنظمات العربية دروسا لتعليم اللغة بالمجان لمساعدة أبناء الجالية العربية.