بإعلان الأمير خالد الفيصل نجاح موسم الحج لهذا العام أمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية تكون المملكة قد قدمت أنموذجا رائدا في إدارة وتنظيم الحشود والمناسبات الكبيرة في محدودية المكان والزمان حيث قصد المشاعر المقدسة هذا العام أكثر من ثلاثة ملايين حاج أدوا مناسكهم بكل طمأنينة وروحانية ويسر وسهوله ولله الحمد والمنة إلا أن المؤسف في الأمر أن الحجاج غير النظاميين بلغوا هذا العام أكثر من مليون حاج ومعظمهم في نظري من حجاج اليوم الواحد (الحج عرفة) حيث لم تظهر إقامتهم في منى بهذه الكثافة وقد اختفت ظاهرة الافتراش فيها وفي نظري أن لاحج بدون تصريح قد تاه التركيز عليه في الحملة الإعلامية للحج عبادة وسلوك حضاري بمفهومه الشامل هذا العام وقد يكون مناسبا أن يتصدر عناوين حملة التوعية لمدة 3 5 سنوات كما أن هذا المحور التوعوي كان غائبا في خطب أئمة المساجد ووعاظها بل إن بعض الوعاظ كانوا يحثون على تكرار الحج لمن استطاع إليه سبيلا ، ولعل الاستمرار في التوعية بدعم أئمة المساجد ووعاظها في المملكة والتحكم في مداخل المشاعر ينهي هذه المشكلة في الأعوام القادمة بإذن الله. أما تطوير النقل فإن إضافة الخط الشمالى الموازي لقطار المشاعر الجنوبي سيسهم كثيرا في انسيابية تنقلات الحجيج في الأعوام القادمة ، إلا أنني أقترح تطوير طريق المشاة بين المشاعر والارتقاء به إلى مستوى حضاري من حيث الخدمات دورات المياه ومسارات الكراسي المتحركة والتظليل والتهوية والإضاءة والاستراحات والتشجير بما يجعله البديل المفضل عند الحاجة للحشود الكبيرة حيث إن كثيرا من الحجاج يفضلون أداء نسك الحج مشيا على الأقدام. أما قصور النظافة في منى فإن الحل في نظري لا يكمن في زيادة العاملين فيها أو إمكانات الأمانة إنما في تكثيف التوعية والعمل بمبدأ النظافة الذاتية بمعنى أن تتولى مؤسسات الطوافة ومؤسسات حجاج الداخل والمحلات التجارية مسؤولية نظافة مواقعها وحرم حدودها وعليهم دفع تأمين التزام لهذا الغرض تتم مصادرته عند المخالفة أو التقصير وعلى الأمانة دور الرقابة والإشراف ونظافة الشوارع الرئيسة فقط بآليات متحركة على ورديات ترددية مع التشديد على منع افتراش الباعة عليها فهم مصدر من مصادر مخلفات الحج ولا يتم الاعتماد على عمال النظافة لأنهم يتحولون في المواسم الدينية إلى متسولين بلا رقيب عليهم وسط الزحام.. الكل على ثقة تامة بأن القادم أفضل بإذن الله في ظل العناية والاهتمام بضيوف بيت الله الحرام.