ما هي معايير نجاح الحج؟! إذا كان المعيار هو يسر رمي الجمرات وسلامة الحجاج من الأمراض المعدية وأمن الحج فإن الحج قد نجح، أما إذا كانت المعايير تشمل أيضا سلاسة نفرة الحجاج من عرفة إلى مزدلفة، وأداء قطار المشاعر، وانسيابية حركة النقل بين المشاعر، ومشكلة الافتراش المزمنة، ومستوى أداء صالات السفر بمطار جدة، فإن صفة النجاح يكون لها معنى مغاير! فمشكلة قطار المشاعر كادت تسبب كارثة عظيمة بسبب التدافع لولا لطف الله عز وجل، أما النفور من عرفة إلى مزدلفة فقد كان في حالة تعثر بسبب سوء حالة الحركة وتعطل القطار مما فوت على الكثير من الحجاج فرصة الوصول إلى مزدلفة في الوقت المحدد شرعا، أما الافتراش فهو بيت الداء الذي يؤثر سلبا في كل مفاصل الحج ويزيد من عبء إدارته ويستنزف طاقات وجهود العاملين في خدمته، فقد كان الإرث الذي تتوارثة مواسم الحج موسما بعد آخر دون أن تجد له الجهات المسؤولة الحل الناجع، رغم أن هؤلاء الحجاج المفترشين لم يهبطوا من السماء بل تتحمل مسؤولياتهم جهات تنظيمية في الداخل والخارج أمنت وصولهم وتقاعست عن الإلتزام بشروط المبيت والتغذية! وإذا كان الحاج يعتقد أن معاناته انتهت بطواف الوداع الذي هو أشبه بانتزاع الروح من الجسد بسبب الزحام الشديد فإن عليه أن ينتظر حتى يصل إلى المطار فقد تقلع روحه قبل أن تقلع طائرته!