أجمع دعاة وزارة الشؤون الإسلامية المشاركون في توعية حجاج بيت الله الحرام لهذا العام في ندوة «عكاظ» على أن توعية الحجاج بلغاتهم هي أجدى نفعا وأكثر فائدة، حيث يتم النقاش مع الدعاة للوصول إلى خارطة طريق للحجيج يتبعها فتتيسر أمور الحج بيسر وسهولة بعيدا عما يعكر صفوه من عدم إلمامهم بخطط الحج أو حتى الوقت المناسب لتأدية الشعيرة، كما أكدوا أن التوعية هي في الأصل مدعاة للالتزام بالعديد من السلوكيات الحسنة التي تساهم في أداء الحاج نسكه بكل يسر وسهولة، حيث يقومون بتوجيه الحجاج وتوعيتهم والمشاركة في البرامج التلفازية والإذاعية وزيارة المخيمات للإجابة على أسئلة الحجاج. «عكاظ» عقدت ندوة عن دور دعاة الخارج في توعية الحجاج، حيث التقينا عددا من الدعاة المشاركين في موسم حج هذا العام يأتي في مقدمتهم الدكتور سفيان ثوري رئيس جامعة أوروبا الإسلامية ومدير المركز الثقافي الإسلامي بهولندا والشيخ عبدالملك حاج هاشم من دعاة وزارة الشؤون الإسلامية بالفلبين والشيخ جمعة عمر بولي من دعاة وزارة الشؤون الإسلامية في تنزانيا والشيخ يوسف شبوانة أحمد من دعاة الوزارة بكينيا والشيخ عبدالإله المرابط من دعاة الوزارة في بلجيكا. في البداية، طرحنا تساؤلاتنا على المشاركين بحكم أنهم دعاة للوزارة في الخارج، كيف تنظرون للخدمات الدعوية التي تقدمها المملكة للمسلمين في بلدانكم؟ وما تقييمكم للحملة الإعلامية التوعوية التي تقوم بها الوزارة للحجاج؟ الدكتور سفيان ثوري «لا شك أن للمملكة دورا كبيرا في الدعم المادي وتقديم المساعدات وفي تأسيس المساجد والمراكز في أوروبا، وبصفتي داعية في هولندا فقد تحولت 76 كنيسة هناك إلى مساجد للمسلمين ولاحظت أن الجيل الأول هم الجيل الذي يحرص على ملازمة المساجد، أما الجيل الثاني والثالث فقد انخفض ملازمتهم للمساجد، وأنا من المتفائلين ولكن إذا لم نعمل بجد ونشاط ستصبح هذه المساجد أماكن فارغة، ونتمنى أن يكون هناك تنسيق بين الدعاة في أوروبا حتى تكون جهودهم منظمة وأن تقام جامعة إسلامية لتعليم أبناء المسلمين هناك المحافظة على هويتهم الإسلامية». 35 داعية وفيما يخص التوعية، قال الدكتور سفيان «المملكة تقوم بتوعية للحجاج بعد الوصول بشكل جيد وهذا ملموس وملاحظ ولكن أتمنى أن تكون التوعية هناك في بلاد الحجاج ففي إندونيسيا يتعلمون مناسك الحج قبل ثلاثة أشهر حتى يدركوا مناسك الحج ويفهموها جيدا. الشيخ يوسف شبوانة: للمملكة دور كبير وريادي في الدعوة في العالم وفي كينيا خاصة مثل تقديم المساعدات وبناء المساجد والمدارس الإسلامية ففي كينيا لدينا 35 داعية بتبعون وزارة الشؤون الإسلامية غالبيتهم من خريجي الجامعات السعودية فالمملكة العربية السعودية هي في مقدمة الدول الإسلامية التي تقدم المساعدات في كينيا سواء أكانت الحكومية أم الشعبية». وأضاف «أما حملة التوعية التي تقوم بها المملكة فشاركت فيها منذ أن كنت طالبا في الجامعة، ثم تخرجت وذهبت لبلدي وشاركت مرتين بعد التخرج فوجدت فرقا كبيرا، في كل عام أجد فرقا عن العام الذي يليه وخاصة في مجال عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي والطرق وبناء الجسور وخاصة المشاعر المقدسة التي تتطور في كل عام عن العام الذي يليه فيأتي الحاج يحج بكل يسر وسهولة حتى في مجال التغذية يحج الحاج ويجد الطعام والماء من المحسنين فيحج دون أن يدفع ريالا واحدا في ذلك». وزاد «نحن ننظم توعية للحجاج في بلدنا هناك، وقد شاركنا فيها ثم تتابع هناك، حيث تنظم هنا برامج مختلفة إذاعية وتلفزيونية لتثقيف هؤلاء الحجاج وتأتينا اتصالات من الحجاج يقولون فيها إنهم متابعون للبرامج التي نشارك فيها وإنهم استفادوا منها ونحن نقدم لهم النصائح بأن الإسلام دين نظام وسلوك ولا بد أن يلتزم المسلم بالسكينة في حجه». دعم المملكة اللامحدود فيما قال الشيخ عبدالإله المرابط «ما من مشروع دعوي إلا وهناك مساعدات ودعم له حتى يقوم ويؤدي دوره على أكمل وجه، فالمملكة العربية السعودية تقدم لنا في بلجيكا كتبا ومنشورات دعوية، وهذا جهد تشكر عليه المملكة والآن الجيل الثاني والثالث في أوروبا أصبحوا يتكلمون لغة البلد الذي يعيشون فيه وأصبح بعضهم لا يعرف اللغة العربية ونتمنى أن تكون الكتب والمنشورات بلغة البلد الذي توزع فيه فالدعاة يقومون بدور كبير هناك وما زلنا في حاجة إلى دعاة آخرين». وزاد المرابط «فوجئت بأن هناك لغات مختلفة تشارك توعية الحجاج هنا فهدف وزارة الشؤون الإسلامية واضح وهو توعية الحجاج بلغتهم سواء ما يخص الحج أو السلوك». أما الشيخ جمعة عمر بولي فيقول «المملكة قدمت لنا في تنزانيا معونات كبيرة سواء أكانت مادية أم عينية أم دعوية، فمدتنا بالدعاة وهناك دعم كبير الكل في تنزانيا يعرفه، ولكن المملكة لا ترغب الحديث عنه حيث أقامت المملكة جسورا وطرقا يصل طولها إلى 400 كلم كلها خدمة للمسلمين هناك». وقال الشيخ عبدالملك هاشم «دعم المملكة أمر لا يخفي على ذي بصيرة فالمملكة تقدم مساعدات مالية لجميع دول العالم الإسلامي ومنها الفلبين، ففتحت جامعاتها للمسلمين لينهلوا من العلوم الإسلامية وليعودوا إلى بلدانهم دعاة، كما تقوم المملكة باستقدام عدد من المسلمين لتعليمهم، كما نرى فتحت مكاتب للجاليات في المملكة حيث يدخل في الإسلام عن طريقها عدد كبير من غير المسلمين وخاصة من الفلبين ويعودون إلى بلدانهم دعاة». وأضاف «إن أغلب المرشدين لدينا من خريجي الجامعات الإسلامية فتقام لهم دورات وهناك وعي لدى الحاج لدينا بما يقوم به هنا في المملكة، بالإضافة إلى ما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية من توجيه وتوعية وإرشاد من خلال مراكز التوعية والكبائن المنتشرة في المشاعر المقدسة». البعد عن الغوغائية والحزبية المحور الثاني كان حول الواجب على الحجاج الالتزام به أثناء حجهم من البعد عن الغوغائية والحزبية والتركيز على التظاهرة الإيمانية، كيف ينظر الدعاة لهذا الجانب؟ وما حدود التيسير في الحج على الحجاج التي يجب أن يلتزم بها الدعاة في توجيهاتهم؟ قال الدكتور سفيان ثوري «الإسلام دين النظام، فقد يتغلب الباطل بالنظام على الحق الذي لا يلتزم بالنظام فالمظاهرات السياسية والحزبية يجب أن يبتعد عنها الحجاج، فالحكومة السعودية يجب عليها أن تأخذ الإجراءات المناسبة لحماية الملايين من الحجاج حتى يؤدوا حجهم في يسر وسهولة وأمان». وعن التيسير في الحج، أكد الدكتور سفيان أن الإسلام حث على ذلك وهناك من الحجاج يحاول أن يصعب عليه أمور الحج ولا يتجه إلى أخذ الرخص ويؤذي إخوانه المسلمين في ذلك، فيجب أن يتجه المسلم إلى الأخذ بالرخص وخاصة في حال إلحاق الضرر بإخوانه المسلمين. الشيخ عبدالإله المرابط قال إن التأشيرة التي يأخذها الحاج هي عقد والمسلمون عند شروطهم، فلا بد أن يتقيد الحاج بالأنظمة والقوانين التي عملت لتسهيل الحج عليه حتى يستطيع أن يؤدي حجه بكل راحة وأمان بعيدا عن الشعارات الحزبية والسياسية». وأشيد بما تقوم نه وزارة الشؤون الإسلامية حيث أصابت في التيسير على الحجاج ورفع شعار التيسير بعيدا عن التضييق على الحجاج، ولفت الشيخ جمعة عمر بولي بأن الأمن من أهم الأمور، خاصة في الحج، ومن يعمل مظاهرات حزبية أو سياسية أو أي انتماءات هذا مرفوض وهو من الإلحاد والإسلام ينهى عن ذلك. وعن التيسير قال «من شاهد الجمرات قبل 30 سنة وشاهدها الآن يعرف ما قامت به الحكومة السعودية من التيسير على الحجاج». فيما أكد الشيخ عبدالملك هاشم أن الالتزام بالأنظمة أمر مطلوب وواجب على الحاج فهذه الأنظمة ما وضعت إلا لأجله ولراحته فيجب أن يلتزم بها ويساعد من يقومون بخدمتهم.