حصر رئيس النادي الطلابي في مدينة بريدج بورت في ولاية كونتيكت رافع القرني التحديات التي تواجه المبتعثين في «ضعف لغة التخاطب»، حيث شكلت عائقا أمام تواصلهم مع السلطات المحلية الأمريكية، وقال «بدوري رئيسا لنادي الطلاب، سعيت جاهدا لتقديم العون والمساعدة لبعض المبتعثين في هذا الظرف العصيب، بأن جرى التنسيق مع السلطات لتوفير أماكن للطلاب في الجامعات والمدارس التي حولتها إلى ملاجئ». ووصف حالة الرعب التي تنتاب الأسر السعودية بأن عمدت عدة أسر على التجمع في أماكن محددة، أكثر أمانا من المواقع التي يقطنوها في أطراف المدينة. ويؤكد المبتعث محمد عبدالله من فيلاديفيا إلى أنه ما زال يتابع التعليمات الصادرة من السلطات المحلية بحذافيرها، مطبقا كافة وسائل السلامة التي من الممكن أن تساعده على البقاء آمنا، لاسيما عند ذورة المطر وشدة الرياح وانخفاض درجة الحرار إلى ما دون 10 مئوية. ويروي الطالب محمد المكران قصة خروجه المفزع من بيته في المدينة ذاتها، مضطرا للابتعاد عن الخطر، حيث اختار الإقامة عند صديقه في مجمع سكني، بمنطقة شبه مرتفعة نسبيا، ويقول «ما أن أمضيت في منزله دقائق وجيزة، إلا وقد سمعنا دوي انفجار المولد الكهربائي، معلنا انقطاع التيار نهائيا». إلى ذلك، هيأ محسن صالح مكانا خاصا في الطابق العلوي للبناية التي يسكنها، وجهزه بالملابس واللحف والأطعمة، للجوء إليه عند وصول الخطر مرحلة لا يمكنه فيه الانتقال لأي مكان آخر خارج البناية. وكانت «عكاظ» قد عاشت البارحة الأولى لحظات الإجلاء في مدينة بريدج بورت في ولاية كونتيكت، التي تعد الواجهة الأولى المعرضة لمخاطر إعصار ساندي، حيث جسد السعوديون معنى ساميا للوحدة والتلاحم فيما بينهم، حيث تستقبل الأسر القاطنة في مناطق آمنة أسرا أخرى قادمة من مناطق معرضة للخطر، كما فعل محمد الحربي باستضافته المهندس عبدالله الضبيبان في منزله في ولاية كونتيكت. كما رصدت «عكاظ» توجه الطالب عصام الراجحي إلى مدرسة حولتها السلطات المحلية الأمريكية إلى دار إيواء في مدينة بريدج بورت، حيث ظفر في وقت مبكر بغرفة، معه ثلاثة أمريكيين، قبل أن يحتشد بالمرعوبين. وفي الحي المقابل وجدنا خمسة سعوديين في انتظار سيارة الإنقاذ، لنقلهم إلى إحدى دور الإيواء القريبة، وجميعهم طلاب ماجستير، ما عدا واحد منهم، فهو يحضر لمرحلة الدكتوراه. وعندما سألنا الطلاب عبدالرحمن كلكتاوي، عبدالعزيز كلكتاوي، نايف جلال، عما يحملونه.. قالوا: حقائب مملوءة بالفواكه والمعلبات، وبعض المواد الغذائية، والملابس الواقية من المطر. وبينما هم في انتظار سيارة الإنقاذ، جاء إليهم طالب سعودي يمشي في الطريق، محتميا ب «شمسية» يدعى حسين بو دريس، فأشار إليهم بالذهاب إلى دار إيواء، وصفه له رجل الشرطة في نهاية الشارع الذي كان يمشي فيه.