أعناق وقبلات تقابلها ابتسامة وضحكات يسودها الطمأنينة والسكينة في مشهد لا يجد له مثيل إلا في المشاعر المقدسة فالملابس البيضاء المتشابهة تصف ما بداخل حجاج بيت الله من حيث توجههم الواحد لأداء نسكهم بالرغم ما يحف البعض منهم في بلدانهم من ثورات ربيعية. في المشاعر المقدسة لا يكترث حجاج الدول العربية لما قد حدث في دول بعضهم حيث إنهم يجلسون في المشعر ويتبادلون الأحاديث ويخشعون في صلاتهم ويمنحون قراءة القرآن والدعاء الجزء الأكبر من يومهم وهم يجلسون جوار بعضهم بعضا لا فرق مابين حاج وآخر برغم من اختلاف بعضهم في المبدأ فالوجه والملامح كلها تتشابه كشعب واحد اجتمعوا لأداء فريضة ربهم وطلب الغفران والعفو عن ذنوبهم. وفي ظل الأجواء الروحانية تسخر حكومة المملكة العربية السعودية كل السبل لتيسير رحلة الحج فبالرغم من حرارة الشمس إلا أن رذاذ المياه المنتشرة في المشعر تهطل على رؤوسهم وتلطف أجواءهم كما أن الأعمال الخيرية المقدمة من الدولة التي لا تفرق بين غني وفقير تمنح وجبات غذائية على أعلى مستوى وفق منظومة توزيع منظمة. حيث أوضح الحاج محمد علي من جمهورية مصر قائلا: «إنني في هذا اليوم المبارك أدعو الله أن يفرج على الأمة الإسلامية والعربية همهم وأن يحقق لهم الطمأنينة والسلام مشيرا إلى أن الأجواء الروحانية في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة لا يمكن وصفها حيث إنها تنقلنا من عالم الثورات والاغتيالات إلى عالم السلام والمحبة والإخاء ».. وقال الحاج سالم محمد من جمهورية اليمن: «إنني في هذه الأجواء الإيمانية لا يجول في خاطري إلا أن أقول الله يديم علينا هذه النعمة العظيمة وما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية لأجل تسهيل الحج على الحجاج إنما هو أمر عظيم فخلال أيام قليلة وفي مساحات ضئيلة تسير الحشود وسط انسيابية ويسر وسهولة .. وذلك بجهود منظومة أمنية محترفة ومتمكنة من أداء واجبها، وهذا ما جاء إلا بعون الله ثم بالنية الموفقة والعقول الواعية وبما يتحلى به حكام هذه الدولة الرشيدة بانتهاجهم وتمسكهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهو الأساس القويم والمتين الذي يقومون عليه.