مساء اليوم يحتضن ملعب أستاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة مباراة الذهاب في نصف نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، بين الفريقين السعوديين الكبيرين الاتحاد والأهلي. كل الأماني المقرونة بصادق الرجاء من كل لاعب من لاعبي الفريقين أن يستثمر مشاركته في هذا «الديربي السعودي والقاري» بتقديم أقصى ما يمتلكه من فنون ومهارات وجدية وفكر وروح متقدة وبذل دؤوب... إلخ. شريطة أن يكون على درجة متناهية من الاستشعار والاستحضار والتفعيل لأهم «التعاليم» والتعليمات واللوائح والأنظمة، التي تمثل المرتكز والأساس الأهم، فبمراعاتها والتمسك بها والعمل من خلالها يتحقق بعد توفيق الله لكل لاعب يمتلك الإمكانات. ثمرة بذله وتفانيه واستنفاره، بما يعود عليه وعلى فريقه بالنفع والفائدة. والعكس صحيح أيضا فقد يمتلك اللاعب درجة عالية من الإمكانات إلا أن تفاعله مع المنافسة يتحول إلى انفعالات تتعارض مع الأخلاق التي جاءت من بين أهم ما حثت عليه تعاليم ديننا الإسلامي القويم، فتعرضه للعقوبات المعتمدة في تعليمات ولوائح وأنظمة المنافسة. مما يؤثر عليه وعلى فريقه سلبا. نفس الأماني ننشدها باسم كل غيور على كل ما يمت لاسم هذا الوطن بشكل عام، وعلى سلامة ونجاح هذا التمثيل الرياضي الكبير والهام الذي يقدم باسم الوطن على مستوى أكبر قارات العالم من خلال هذين الفريقين العريقين الاتحاد والأهلي أقول نفس الأماني والآمال ننشدها من جماهير الناديين، ولعل المبادرة المشكورة والهامة والهادفة لإدارتي الناديين والمتمثلة في ذلك البيان الذي أصدراه قبل أسبوع من انطلاق مباراة الذهاب هذا اليوم كان متضمنا كل الآمال والتطلعات والتوجيهات والإيضاحات التي تتعلق بكل ما يخدم المصلحة العامة، ويمكن هذين الفريقين من تقديم وجه مشرف لكرة القدم السعودية في هذا المحفل الآسيوي وظهورهما بالشكل اللائق فنيا وتنظيميا وجماهيريا ليجسد للعالم أجمع مدى رقينا وتقدمنا وفهمنا كمجتمع متحضر لمفاهيم وأهداف التنافس الشريف. فالتشنجات المحمومة التي حذر منها البيان المشترك لإدارتي الناديين ما هي إلا محصلة ضارة ومدمرة انبعث شررها من بعض الفوهات الإعلامية التي تتباهى بما تحصده «حممها المسمومة» من ضحايا التأجيج والشحن النفسي وتيارات التعصب المتطرف. هذه الفوهات الإعلامية البركانية تتخذ من أي خلاف بين فريقين فرصة سانحة يتم العمل عليها في أي لقاء مرتقب للفريقين لتحويله إلى اختلاف يتنامى ويتسع، ناهيك عن اللقاءات التي توصف ب «الديربي» أو «الكلاسيكو»!. ومع أن مباراة اليوم هي أهم وأكبر من كونها مباراة «ديربي» لأنها تعني بطولة آسيوية نفخر ونعتز بهذين الفريقين السعوديين وبلوغهما هذه المرحلة من المنافسة ونتطلع بإذن الله أن يكون اللقب من نصيب أحدهما، إلا أن هذا «الصنف من الإعلام» لا علاقة له بمثل هذه الاعتبارات، لذلك راح يمارس نزعاته التأجيجية طوال الفترة التي سبقت مباراة اليوم، واستطاع وهو في طريقه لأشعالها أن يلحق الأضرار بجماهير هذين الناديين من خلال الأحداث المؤسفة التي وقعت في بطولة الأندية الخليجية لكرة الطاولة التي فاز بها فريق الأهلي بعد تفوقه على فريق الاتحاد بثلاثة أشواط مقابل شوطين، ويبقى الأمل في الله ثم في كل المعنيين بمباراة اليوم والتي تليها، العمل على تحصينها من تبعات الإخلال والمخلين.. والله من وراء القصد. تأمل: في قلب كل شتاء ربيع يختلج، ووراء نقاب كل ليل فجر يبتسم. فاكس 6923348 !!Article.extended.picture_caption!!