الزمن رسم بصماته وتضاريسه على وجه الحاجة الداغستانية فاطمة التي عبرت سن المائة عام بنحو ثلاثة عشر سنة وبرغم وهن العظم واشتعال الرأس بالشيب لم تشعر فاطمة الداغستانية برهق الرحلة وطول المسافة بعدما ذابت مشاعرها في قدسية المشاعر المقدسة. ظلت المسنة المعمرة تحلم قبل سنوات بأداء فريضة الحج ورؤية بيت الله، وظل حلم رؤية الكعبة لا يفارق منامها وصحوها حتى قرر ابناها إبراهيم وعمر تحقيق الحلم والانطلاق بها إلى الحج. في العزيزية وقرب مشعر منى كانت فاطمة الداغستانية تحث الخطى متكئة على كتفي نجليها وقررت أن ترمي الجمرات بنفسها رافضة التوكيل لأسباب قدرتها. يقول إبراهيم الابن الكبر هو يحبس دموعه: «حققنا رغبة والدتنا رغم كبرها بالسن وتجاوزها المائة بثلاثة عشر عاما إذ أصرت على أن تسير بخطوات متثاقلة إلى منشأة الجمرات وهي تتكئ علي وعلى شقيقي بالتساوي حتى لا تثقل على أحد منا، سعادتنا لا توصف وسنعود إلى مقر عملينا ونحن راضيان برضا الوالدة حيث أعمل في قطر وأخي الأصغر يعمل مزارعا في داغستان».