لا مجال هنا للمقارنة.. عبارة يرددها الكثيرون من حجاج بيت الله الحرام الذين من الله عليهم بأداء فريضة الحج قبل سنوات طويلة ثم أنعم الله عليهم بأدائها في السنوات الأخيرة، خاصة من المسلمين في برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذي يؤكد للقاصي والداني الرعاية والاهتمام المطلق بالإسلام والمسلمين في أنحاء العالم. وبحكم عملي سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في إمبراطورية اليابان أسمع وألمس وأرى الكلمات والدعوات التي تلهج بالدعاء من الحجاج اليابانيين وخاصة الذين من الله عليهم أن يكونوا ضيوفا في برنامج ضيوف خادم الحرمين السنوي باستضافة أعداد كبيرة من المسلمين لأداء مناسك الحج الذي تنفذه بإتقان وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية. أسمع تلك الكلمات حقيقة وهي تلهج بالدعاء لهذا الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لما بذله ويبذله يحفظه الله مواصلا جهود المؤسس الباني الملك عبد العزيز وما بذله أبناؤه الملوك من بعده حتى أصبح الأمن والأمان عنوانا لهذه المملكة.. إلى ما تم تنفيذه من مشروعات جبارة ومنجزات رائدة.. مما جعل الحج رحلة ماتعة ميسرة تجتمع فيها مشاعر الإيمان مع أجواء الأمان في أغلى وأعظم مكان مقدس على كوكب الأرض. وفي الواقع سأسمح لنفسي اليوم أن أتمرد على واقعي وأسجل إعجابي الشديد ببرنامج خادم الحرمين الشريفين باستضافة ما يقارب من عشرين ألف مسلم من أنحاء العالم منذ انطلاقته في عهد الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله وهو من الأعمال الجليلة باستضافة غير القادرين من الدول والأقليات الإسلامية لأداء مناسك الحج ابتغاء مرضاة الله ومساعدة لهؤلاء على أداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام. ولقد أسعدني الحظ عندما كنت مستشارا لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حينما كلفني معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بمهمة لجنة من لجان الإشراف على هؤلاء الحجاج من ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذي يحقق سنة بعد سنة نجاحا مبهرا وآثارا حسنة كما يلقى ترحيبا واستحسانا عالميا من عامة الحجاج الضيوف الذين يثنون ويقدرون المكرمة السخية الإنسانية التي تنبع من روح الأخوة الإسلامية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية وأعزه وأبقاه ذخرا لكل عمل بناء ومنجز حضاري. وبحكم وجودي في اليابان فقد سعدت بلقاء بعض الحجاج اليابانيين الذين استفادوا من هذه المكرمة في السنوات الماضية ومن سيستفيدون منها هذا العام الذين أعدت لهم السفارة كل سبل وإجراءات انضمامهم لهذا البرنامج ووصولهم إلى المملكة بكل يسر وسهوله مع بدء موسم حج هذا العام. وحقيقة الأمر فقد أثلج صدري ما سمعته من حجاج ضيوف خادم الحرمين الشريفين من اليابانيين عن دعواتهم الخالصة لملك الإنسانية على عمله المبارك واهتمامه بالمسلمين في أنحاء العالم وتلمس المحتاجين منهم ومساعدتهم، فكان لهذه الوقفة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله أعظم الأثر خاصة في نفوس من سبقت استضافتهم، وقد ذهلوا من فخامة وعمارة والتوسعات الكبرى للحرمين الشريفين وما توفره حكومة المملكة العربية السعودية من خدمات ورعاية لكل حاج وحاجة ويدعون المولى عز وجل أن يديم هذا الملك وأن يبقي هذه المملكة خادمة للإسلام والمسلمين. والشاهد في الحديث هنا أنه على الرغم من الظروف والمتغيرات التي يشهدها العالم فإن رغبة خادم الحرمين الشريفين في عمل الخير والتقرب إلى الباري عز وجل مستمرة ولله الحمد فقد تعددت أوجه دعمه واهتمامه ورعايته للإسلام والمسلمين، لكن برنامج استضافته يحفظه الله للحجاج يعد من أهم وأكبر وأبرز أعمال الخير والبر والصلاح التي يقوم بها هذا الملك الإنسان تجاه إخوانه من المسلمين في أنحاء العالم ممن عجزوا عن المجيء إلى الأراضي المقدسة نتيجة أوضاعهم الاقتصادية الصعبة. كل تلك الجهود والخطوات تخضع لمعايير خاصة وضوابط عملية مدروسة متكاملة انطلاقا من بدء اختيار الحجاج في بلدانهم وتسجيلهم وإنهاء إجراءات زيارة السفارات السعودية في الخارج إلى استقبالهم في مطارات المملكة وتوعيتهم إلى أن يؤدوا مناسكهم ومن ثم عودتهم إلى بلدانهم. ومع دعواتهم لخادم الحرمين الشريفين نبتهل إلى رب العزة والجلال أن يجزيه يحفظه الله أحسن الجزاء على رعايته للعمل الإسلامي والمسلمين وأن يوفقه ويعينه وسمو ولي عهده الأمين على أداء رسالة المملكة إلى العالم أجمع. وفي الأخير أعتقد أنه يحق لي أن أقول إن هذا العمل باستضافة أكثر من 1400 حاج سنويا من دول العالم الإسلامي يكتب بأحرف من ذهب في سجل خادم الحرمين الشريفين أن يتبنى شعيرة إيمانية مخلصة لرب العالمين من إنفاقه الخاص. إنها فقط كلمات تجيء لإنصاف العظماء وتاريخهم الذي ينم عن روح الإخاء الإسلامية الخالدة لملوك هذه البلاد ورجال الدولة قاطبة من المخلصين.. والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .. وكل عام والقراء الكرام بعافية وخير. * سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان